كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)

وَقَالَ فِي الاستتار من قصيدة من الْخَفِيف
(لَيْسَ لي منجد على مَا أقاسي ... من كروبي سوى الْعَلِيم السَّمِيع)
(دفتري مؤنسسي وفكري سميري ... ويدي خادمي وحملي ضجيعي)
(ولساني سَيفي وبطني فريضي ... ودواتي عَيْني ودرجي ربيعي)
(اتعاطى شجاعة أدعيها ... فِي القوافي لقلبي المصدوع)
(بمقال أعز من لَيْث غَابَ ... وفعال أذلّ من يَرْبُوع)
(كلما هر فِي جواري هر ... كَاد يقْضِي الى فُؤَادِي المروع)
(وَإِذا اجتاز فِي السطوح فَمن قبل قبوع الجرذان مِنْهُ قبوعي ... ) // الْخَفِيف //
وَكتب من الْحَبْس قصيدة مِنْهَا من الطَّوِيل
(كتبت أقيك السوء من محبس ضنك ... وَعين عدوي رَحْمَة مِنْهُ لي تبْكي)
(وَقد ملكتني كف فط مسلط ... قَلِيل التقي ضار على الفتك والافك)
(صليت بِنَار الْهم فازددت صفوة ... كَذَا الذَّهَب الابريز يصفو على السبك) // الطَّوِيل //
وَكتب الى صديق لَهُ وَهُوَ مَحْبُوس من الْكَامِل
(نَفسِي فداؤك غير مُعْتَد بهَا ... إِذْ قد مللت حَيَاتهَا وبقاءها)
(وَلَو أَن لي مَالا سواهَا لم اكن ... ارضى لنَفسك ان تكون ازاءها)
(لَكِن صفرت فَلم أجد إِلَّا الَّتِي ... قد ان لي ان استطيل ذماءها)
(فَإِذا شكرت لمن فدَاك فإنني ... لَك شَاكر أَن قد قبلت فداءها)
(وكأنني المفدي حِين أرحتني ... من نائبات مَا أُطِيق لقاءها) // الْكَامِل //

الصفحة 347