كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)

(حر تكلّف غير مَا فِي طبعه ... من قسوة تكسو الْعَزِيز هوانا)
(عكس النِّفَاق لنا فأخفى بَاطِنا ... حسنا وَأظْهر ضِدّه إعلانا)
(وَله خلال العسف رفق رُبمَا ... سغشى الضَّعِيف الرازح الحيرانا)
(مستخرج لِلْمَالِ مُضْطَر الى اسْتِعْمَال مَا يُرْضِي بِهِ السلطانا ... )
(متلطف فِي فقرنا وَلَو أَنه ... وجد السَّبِيل الى الْغنى اغنانا)
(يتَطَرَّق الاستار لَا عَن نِيَّة ... وَلَو اسْتَطَاعَ لَهَا الصيانة صانا)
(متوعر الجنبات فِي استخراجه ... وَإِذا تعطف للفتوة لانا)
(فتراه فِي ديوانه مستأسدا ... ليثا وَفِي خلواته إنْسَانا)
(رجل يؤدبنا وَنحن مَشَايِخ ... مثل الْمعلم يضْرب الصبيانا)
(عدنا وَقد شبنا الى حَال الصِّبَا ... فِي مكتب يستشهد الولدانا)
(نهواه علما أَنه خير لنا ... من غَيره أَن قلد الديوانا)
(عجبا لَهُ إِذْ هَذِه آثاره ... فِينَا وَهَذَا شكرنا وثنانا)
(فَالله يحفظه علينا رَاضِيا ... ويعيدنا من بأسه غضبانا) // الْكَامِل //
وَقَالَ ايضا فِي الْحَبْس من الطَّوِيل
(إِذا لم يكن للمرء بُد من الردى ... فأسهله مَا جَاءَ والعيش أنكد)
(وأصعبه مَا جَاءَهُ وَهُوَ رائع ... تطيف بِهِ اللَّذَّات والحظ مسعد)
(فَإِن أك شَرّ العيشتين أعيشها ... فَإِنِّي إِلَى خير المماتين اقصد)
(وسيان يَوْمًا شقوة وسعادة ... إِذا كَانَ غبا وَاحِدًا لَهما الْغَد) // الطَّوِيل //
وَكتب الى عضد الدولة وَقد خرج الى الزِّيَارَة بِالْكُوفَةِ من الطَّوِيل
(تَوَجَّهت نَحْو المشهد الْعلم الْفَرد ... على الْيمن والتوفيق والطائر السعد)
(نزور امير الْمُؤمنِينَ فياله ... ويالك من مجد مسيخ على مجد)

الصفحة 349