كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)

(فمل ير فَوق الارض مثلك زَائِرًا ... وَلَا تحتهَا مثل المزور الى اللَّحْد)
(مددت الى كوفان عَارض نعْمَة ... بِصَوْت بِلَا يرق يروع بِلَا رعد)
(وتابعت اهليها ندى بمثوبة ... فرحت الى فوز وراحوا الى رفد)
(أمولاي مَوْلَاك الَّذِي انت ربه ... إِلَيْك على جور النوائب تستعدى)
(وهذي يَدي مدت إِلَيْك بِقصَّة ... أُعِيذك فِيهَا من إباء وَمن رد)
(أَتَانِي شتاء لَيْسَ عِنْدِي دثاره ... سوى لوعة فِي الصَّدْر مشبوبة الوقد)
(فَلَو أَن برد الْجلد عَاد الى الحشا ... وفار الحشا الحران مني على الْجلد)
(أزيحت لنَفْسي علتاها فَأَعْرَضت ... عَن البث والشكوى الى الشُّكْر وَالْحَمْد)
(وداويت داءي النقضين ذَا بذا ... اعْدِلْ إفراطا من الضِّدّ بالضد)
(وَلَكِنِّي استبطن الْحر كربَة ... وَاسْتظْهر الضّر الشَّديد من الْبرد)
(وَكم تثبت الحوباء فِي شبح بِهِ ... جروح دوَام من مناحسة النكد)
(أليمات وَقع لَو تكون بيذبل ... تضعضع ركناه تضعضع منهد)
(فلولا رَجَاء ملْء أرجاء أضلعي ... وَعلم يَقِين بالرعاية والعهد)
(وَأَن نسيم الانعطاف تهب لي ... هبوب نسيم النرجس الغض والورد)
(قضيت بإحداهن نحبي حسرة ... وَلَو كَانَ لي قلب من الْحجر الصلد)
(وهبني قد حملتها فأطقتها ... إطاقة صلب الْعود مصطبر جلد)
(فَمن لي بصبر عَن جبينك لامعا ... إِذا شيم مَا بَين السماطين من بعد)
(براني بري الْقدح شوق مبرح ... إِلَيْهِ وَوجد جلّ عَن صفة الوجد)

الصفحة 350