كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)
(قد كنت اهوى ان اشاطرك الردى ... لَكِن اراد الله غير مرادي)
(وَلَقَد كبا طرف الرقاد بناظري ... مُنْذُ افتقدت فلالعا لرقادي)
(ثكلتك ارْض لم تَلد لَك ثَانِيًا ... اني وَمثلك معوز الميلاد)
(من للبلاغة والفصاحة أَن همى ... ذَاك الْغَمَام وعب ذَاك الْوَادي)
(من للملوك يحز فِي أعناقها ... بظبا من القَوْل البليغ حداد)
(من للممالك لَا تزَال تلمها ... سداد ثغر ضائع وسداد)
(من للمحافل يستزل رماحها ... وَيرد رعلتها بِغَيْر جلاد)
(من للممارق تسْتَرق قلوبها ... بزلازل الابراق والارعاد)
(وصحائف فِيهَا الاراقم كمن ... مرهوبة الاصدار والايراد)
(تدمي طوابعها إِذا استعرضتها ... من شدَّة التحذير والابعاد)
(حمر على نظر الْعَدو كَأَنَّهَا ... بِدَم تخط بِهن لَا بمداد)
(يقدمن إقدام الجيوش وباطل ... أَن يهزمن هزائم الاجناد)
(فقر بهَا تمسي الْمُلُوك فقيرة ... ابدا الى مبدا لَهَا ومعاد)
(وَتَكون سَوْطًا للحرون إِذا ونى ... وعناق عنق الجامح المتمادي)
(نزقي وتلدغ فِي الْقُلُوب وَإِن تشا ... حط النُّجُوم بهَا من الابعاد)
(أما الدُّمُوع عَلَيْك غير بخيلة ... وَالْقلب بالسلوان غير جواد)
(سودت مَا بَين الفضاء وناظري ... وغسلت من عَيْني كل سَواد)
(ري الخدود من المدامع شَاهد ... أَن الْقُلُوب من الغليل صوادي)
(مَا كنت أخْشَى أَن تضن بِلَفْظَة ... لتقوم بعْدك لى مقَام الزَّاد)
الصفحة 364
512