كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)
وَمن كتاب عَنهُ فِي عود الطائع الى بَغْدَاد والتقائه مَعَه
وَلما ورد امير الْمُؤمنِينَ النهروان انْعمْ بالاذن لنا فِي تلقية على المَاء فامتثلناه وتقبلناه وتلقانا من عوائد كرمه ونفحات شيمه والمخائل الواعدة بجميل آرائه وعواطف إنحائه ورعاية مَا كنفنا يمنه وشايعنا عزه الى أَن وصلنا الى حَضرته البهية شرفها الله تَعَالَى فِي الجديرية الَّتِي اسْتقْبلت مِنْهُ بسليل النُّبُوَّة وقعيد الْخلَافَة وَسيد الانام والمستنزل بِوَجْهِهِ دُرَر الْغَمَام فتكفأت علينا ظلال نوره وبشره وغمرتنا جِهَات تفضله وفضله وَقرب علينا سنَن خدمته وأنالنا شرف الْقعُود بَين يَدَيْهِ على كرْسِي أَمر بنصبه لنا عَن يَمِينه وأمام دسته وأوسعنا من جميل لقيَاهُ وكريم نَجوَاهُ مَا يسم بالعز اغفال النعم وَيضمن الشّرف فِي النَّفس والعقب ويكفل من الْفَوْز فِي الدّين وَالدُّنْيَا بغايات الامل وَكَانَت لنا فِي الْوُصُول إِلَيْهِ وَالْقعُود بَين يَدَيْهِ فِي مواقع ألحاظه وموارد أَلْفَاظه مَرَاتِب لم يُعْطهَا اُحْدُ فِيهَا سلف وَلم تَجِد الايام بِمِثْلِهَا لمن تقدم وسرنا فِي خدمته على الْهَيْئَة الَّتِي ألْقى شرفها علينا وَحصل جمَالهَا مدى الدَّهْر لدينا الى ان سَار الى سدة دَار الْخلَافَة والسعود تشايعه والميامن تواكبه وطلائع الامال تشرف عَلَيْهِ وثغر الاسلام يبتسم اليه فعزم علينا بالانقلاب مَعَه على ضروب من التشريف لَا مورد بعْدهَا فِي جلال وَلَا موقف وَرَاءَهَا لمَذْهَب فِي جمال واجتلت الاعين من محَاسِن ذَلِك المنظر وتهادت الالسن من مَنَاقِب ذَلِك المشهد مَا بهر بصر النَّاظر وَعَاد شَمل الاسلام مجموعا ورواق الْعِزّ ممدودا وَصَلَاح الدهماء مأمولا وَنور الدّين وَالدُّنْيَا مرقوبا
وَمن كتاب عَنهُ إِلَى اخيه مؤيد الدولة لما فتح جرجان
وصل كتاب مولَايَ بِذكر الْفَتْح الَّذِي ألبسهُ الله جماله والنجح الَّذِي قرب
الصفحة 371
512