كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)

(وَمَا أَنا بِالنَّاسِ صنائعك الَّتِي ... كتبن عَليّ الرّقّ ضَرْبَة لازب) // الطَّوِيل //
ابتدأت أَطَالَ الله بَقَاء مولَايَ الصاحب بكتابي هَذَا وَفِي نَفسِي إِتْمَامه نثرا فَمَال طبعي الى النّظم وأملى خاطري على يَدي مِنْهُ مَا كتبت وَنعم المعرب عَن الضَّمِير مضمار القريض وَقد اقتصرت عَلَيْهِ من الْكتاب ناطقا عني واثقا بِمَا عِنْده لي وَأَنا استرعيه غيبه واستغطيه عَيبه وَكنت كتبت الى حَضرته من أول منزل أَو ثَانِيَة بِذكر مَا أودعهُ حر الْفِرَاق قلبِي وأزالته أَيدي الاشواق من عزائم صبري وتوقعت الْجَواب عَنهُ فَأَبْطَأَ وَورد هَذَا الركابي خَالِيا من كِتَابه وَكَانَت عَادَة كرمه جَارِيَة عِنْدِي بِخِلَافِهِ وَلَوْلَا الثِّقَة بِهِ وَبِمَا استفدته من اللِّقَاء والخدمة وَحُرْمَة الْوِفَادَة وَالْهجْرَة من أذمة عَهده لابديت مَا أخفيت من قلق وانزعاج لاخْتِلَاف الْعَادة على ومولادي ولي صوني عَن موقف الظَّن وَالرَّجم بِالْغَيْبِ فَإِنِّي مهتم فِي خدمته على حسب الضن بهَا ومنافسة كل اُحْدُ عَلَيْهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَمن كتاب لَهُ إِلَيْهِ
قد كَانَ ورد لمولانا الصاحب أدام الله عزه من الطَّوِيل
(كتاب لَو أَن اللَّيْل يَرْمِي بِمثلِهِ ... لالقت يدا فِي حجرتيه ذكاء)
(تهادى بأبكار الْمعَانِي وعونها ... وأعيان لفظ مَا لَهُنَّ كفاء)
(شوارد لَوْلَا انهن أوالف ... ضرائر إِلَّا أَنَّهُنَّ سَوَاء)
(لبسنا بهَا نعمى وألبست الرِّبَا ... خمائل روض جادهن سَمَاء)
(بنان ابْن عبَادَة تعلين نوءه ... وَمَا صَوبه إِلَّا حَيا وحياء) // الطَّوِيل //

الصفحة 375