كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)
(وَلَئِن عدمت سعادتي بلقائه ... فَلَقَد أَقمت على رِعَايَة عَهده)
(وشكرت سالف بره وأشعت مُحكم وده وقضيت وَاجِب حَمده ... )
(وَعلمت اني إِن طلبت مشاكلا ... لعلاه لم تظفر يداي بنده)
(فقصرت إخلاصي عَلَيْهِ ممسكا ... بإخائه محظى بمطلع سعده)
(من ذَا يُقَاس إِلَيْهِ فِي آدابه ... أَو علمه أَو هزله أَو جده)
(والمكرمات بأسرها فِي حزبه ... والصالحات جَمِيعهَا من عِنْده)
(بجميل شَاهده سَالم غيبه ... وكريم صحبته وخالص وده)
(أفديه من حر حَلِيف مَنَاقِب ... لَوْلَا تَكَامل فَضله لم افده)
(لم تجر امجاد الرِّجَال الى مدى ... للسبق إِلَّا حَاز نيل أمده)
(وَكَأن اضواء المحاسن كلهَا ... مقدوحة نيرانها من زنده)
(فَالله يبقيه ويرغد عيشه ... ويعزه ويعيذنا من فَقده) // الْكَامِل //
فَأَجَابَهُ القَاضِي بقصيدته وَهِي قَوْله من الْكَامِل
(روحي فداؤك والورى من بعده ... جردت سيف صبابتي من غمده)
(عين الامام وكفه اليمني وحد حسامه الْمَاضِي ووسطى عقده ... )
(كلف ببذل المَال يحْسب غنمه ... فِي عزمه ونموه فِي حصده)
(وَجه يجول الْبشر فِيهِ برونق ... مَاء السماح يفِيض من إفرنده)
(متنقب بحيائه فَكَأَنَّمَا ... شقّ الرّبيع شقيقه فِي خَدّه)
(وَمُقَابل من فَارس فِي دوحه ... أوفت على قحطانه ومعده)
(هُوَ شدّ من ازر المكارم والعلا ... حَدثا وَلم يبلغ أَوَان اشده)
(يفْدِيه من نوب الزَّمَان معاشر ... أحرارهم لَا يلحقون بِعَبْدِهِ)
(ابدت مقابحهم محَاسِن فعله ... والضد يظْهر حسنه فِي ضِدّه)
الصفحة 383
512