كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)
(مَا كنت أعرف قدر مَا خولته ... حَتَّى بليت بِقُرْبِهِ من بعهده)
(جَاءَت ألوكته إِلَيّ كَأَنَّهَا ... وصل الحبيب اعتضته من صده)
(ففتحت حِين فتحتها عَن رَوْضَة ... متفتح حوذانها فِي ورده)
(فقرأتها عودا على بَدْء كَمَا ... عَاد الْمولي فِي قِرَاءَة عَهده)
(يَا جنَّة الْخلد الَّتِي أَنا نَازل ... مَا بَين كوثرها وطوبى خلده)
(لَو استطيع ركبت متن الرّيح أَو ... اسريت نَحْو ذراك مسرى وفده)
(وَهُوَ الزَّمَان فَإِن يساعد صرفه ... فبجده يسْعَى الْفَتى لَا كده) // الْكَامِل //
وَلأبي احْمَد الْمَذْكُور فِي وصف سَحَابَة أَدْرَكته فاكتسى بكساء حَتَّى أقلعت من المنسرح
(خرجت من عنْدكُمْ فأدركني ... سَحَابَة ذَات منظر صلف)
(غمامة كالعمامة انتلفت ... فَوق رُؤُوس المشاة فِي السدف)
(تنالها كف من يزوالها ... تَقول للمرء ويك لَا تقف)
(يختطف الارض وَقع صيبها ... مثل اختطاف المخالب العقف)
(فوقعه والكساء يَدْفَعهُ ... وَقع سِهَام الاتراك فِي الهدف)
(كَأَنَّمَا كل قَطْرَة وَقعت ... عَلَيْهِ در بدا من الصدف)
(لَو أَن مَا ذاب مِنْهُ يجمد لم ... يصلح لغير الْعُقُود والشنف)
(فِيهَا من الرَّعْد كالدبادب والصنع إِذا مَا ضربن فِي شرف ... )
(واشتعل الْبَرْق فِي جوانبها ... مثل السيوف انتضين من غلف)
الصفحة 384
512