كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)
(إِذْ النَّوَى لَا تروعنا وَإِذ الايام ... مَأْمُونَة بوائقها)
(وَالله لَو ان مَا أكابده ... بهضب رضوى خرت شواهقها) // المنسرح //
هَذِه اطال الله بَقَاء مولَايَ نتائج اريحية أثارها مخاطبات مولَايَ الَّتِي هِيَ أنقع لغلتي من برد الشَّرَاب وأعذب إِلَيّ من برد الشَّبَاب فَجَاشَ الصَّدْر بِمَا أَبْرَأ إِلَيْهِ من عهدته وَأَسْكَنَهُ ظلّ أَمَانه وذمته ليسبل عَلَيْهِ ستر مودته ويتأمل بِعَين محبته نعم وَقد محا الزَّمَان آثَار إساءته إِلَيّ بِمَا أسعفني بِهِ من إقبال مولَايَ عَليّ وتتابع بره فِي مخاطباته لدي فَكل ذَنْب لهَذِهِ النِّعْمَة مغْفُور وكل جِنَايَة بِهَذَا الْإِحْسَان معمور
فَأجَاب الصاحب بِكِتَاب صَدره هَذِه الابيات من المنسرح
(بَدَت عذارى مدت سرادقها ... وَأقسم الْحسن لَا يفارقها)
(كواعب اخرست دمالجها ... عَنَّا وَقد أنطقت مناطقها)
(خراعب حَقّهَا وصائفها ... تشي بأبدانها قراطقها)
(صينت عَن الْعطر أَن يطيبها ... إِلَّا الَّذِي حملت مخانقها)
(أم رَوْضَة ابرزت محاسنها ... ومايني قطرها يعانقها)
(فاورد الْورْد غصنها بدعا ... وشق عَن ارضها شقائقها)
(وأعشت الناظرين حليتها ... وشاق أحداقهم حدائقها)
(أم اشرقت فقرة بدائعها ... حديقة زانها طرائقها)
(أَتَى بهَا بالكمال ناسجها ... وزانها بالجمال ناسقها)
الصفحة 390
512