كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)

(متسلسل وَكَأَنَّهُ لصفائه ... دمع بخدي كاعب يتسلسل)
(وَإِذا الرِّيَاح جرين فَوق متونه ... فَكَأَنَّهُ درع جلاها صيقل)
(وَكَأن دجلة إِذْ يغطمط موجها ... ملل يعظم خيفة ويبجل)
(وَكَأَنَّهَا ياقوته أَو أعين ... زرق تلائم بَينهَا وتوصل)
(عذبت فَمَا تَدْرِي أماء مَاؤُهَا ... عِنْد المذاقة أم رحيق سلسل)
(وَلها بِمد بعد جزر ذَاهِب ... جيشان يدبر ذَا وَهَذَا يقبل)
(وَإِذا نظرت الى الابلة خلتها ... من جنَّة الفردوس حِين تخيل)
(كم منزل فِي نهرها الى وَالسُّرُور ... بِأَنَّهُ فِي غَيره لَا ينزل)
(وكأنما تِلْكَ الْقُصُور عرائس ... وَالرَّوْض فِيهِ حلي خود ترفل)
(غنت قيان الطير فِي أرجائها ... هزجا يقل لَهُ الثقيل الاول)
(وتعانقت تِلْكَ الغصون فأذكرت ... يَوْم الْوَدَاع وَغَيرهم يترحل)
(ربع الرّبيع بِهِ فحاكت كَفه ... حللا بهَا عقد الهموم تحلل)
(فمدبج وموشح ومدنر ... ومعمد ومحبر ومهلهل)
(فتخال ذَا عينا وَذَا ثغرا وَذَا ... خدا يعضض مرّة وَيقبل) // الْكَامِل //
وَكتب الى الْوَزير المهلبي وَقد مَنعه الْمَطَر من خدمته من الطَّوِيل
(سَحَاب اتى كالامن بعد تخوف ... لَهُ فِي الثرى فعل الشِّفَاء بمدنف)
(أكب على الافاق إكباب مطرق ... يفكر اَوْ كالنادم المتلهف)
(وَمد جناحيه على الارض جانحا ... فراح عَلَيْهَا كالغراب المرفوف)
(غَدا الْبر بحرا زاخرا وانثنى الضُّحَى ... بظلمته فِي ثوب ليل مسجف)

الصفحة 399