كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)

(أما ترى اللَّيْل قد ولت عساكره ... مهزومة وجيوش الصُّبْح فِي الطّلب)
(والبدر فِي الْجَانِب الغربي تحسبه ... قد مد جِسْرًا على الشطين من ذهب) // الْبَسِيط //
129 - ابو طَاهِر الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بسيدوك
شعره يرْوى حِين يروي ويحفظ حِين يلحظ وَمَا لظرفه نِهَايَة وَلَا للطفه غَايَة وَلَا عيب فِيهِ غير أَن الَّذِي وَقع إِلَيّ مِنْهُ قَلِيل يلتقي طرفاه وتجتمع حاشيتاه وديوان شعره ضالتي المنشودة ودرتي المفقودة وَلَا بَأْس من حُصُوله أَنْشدني كل من ابي طَاهِر مَيْمُون بن سهل الوَاسِطِيّ الْفَقِيه وَأبي الْحسن المصِّيصِي وَمُحَمّد بن عمر الزَّاهِر قَالَ انشدني سيدوك لنَفسِهِ وَهُوَ أحسن وأبلغ مَا سمعته فِي طول اللَّيْل من الْبَسِيط
(عهدي بِنَا ورداء الشمل يجمعنا ... وَاللَّيْل أطوله كاللمح بالبصر)
(فالان ليلِي مذ غَابُوا فديتهم ... ليل الضَّرِير فصبحي غير منتظر) // الْبَسِيط //
وأنشدني ابو نصر سهل بن الْمَرْزُبَان لَهُ من الوافر
(أراح الله نَفسِي من فؤاد ... أَقَامَ على اللجاجة وَالْخلاف)
(وَمن مَمْلُوكَة ملكت رقاها ... ذَوي الالباب بالخدع اللطاف)
(كَأَن جوانحي شوقا إِلَيْهَا ... بَنَات المَاء ترقص فِي حقاف) // الوافر //
وأنشدني مَيْمُون الوَاسِطِيّ قَالَ انشدني سيدوك لنَفسِهِ من الوافر
(أَظن بلية دهمت فُؤَادِي ... وأحسبها غزال بني سليم)
(وَإِلَّا لم يغب فتعتريني ... مذلة ضيمة من غير ضيم)

الصفحة 436