كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)

مجْلِس المهلبي الْوَزير ويحكي شمائل النَّاس وألسنتهم فيؤديها كَمَا هِيَ فيعجب النَّاظر والمسامع ويضحك الثكلان وَكَانَ ابو اسحاق الصابي قد بلي بِهِ حَتَّى قَالَ فِيهِ من الطَّوِيل
(وَمن عجب الايام ان صروفها ... تسوء امرا مثلي بِمثل ابي الْورْد)
(فياليتها اخْتَارَتْ نظيرا وَأَنَّهَا ... رمتني بشنعاء الدَّوَاهِي على عمد)
(فكم بَين معقور الْكلاب وَإِن نجا ... ذليلا ومقتول الضراغمة الاسد) // الطَّوِيل //
وَفِيه يَقُول السّري حَيْثُ يذكر صفعه للملحي الشَّاعِر من الطَّوِيل
(وَمَا خلت صفعان الْعرَاق يسومني ... لامثاله ذما يَسِيرا وَلَا حمدا)
(إِذا مَا ابو الْورْد انتحاه بكفه ... حسبت قَفاهُ رَوْضَة تنْبت الوردا) // الطَّوِيل //
وَلأبي الْورْد شعر لَهو فِي الاضحاك مثل قَوْله من مجزوء الرمل
(أَنا فِي كل سحير ... فِي مداراة لَا يرى)
(دائبا يطْلب وَجها ... حسنا من بَيت غَيْرِي)
(قلت نك يَا اير من يرتع ... فِي خيري وميري)
(قَالَ لَا اسطيع نيكا ... لكسير وعوير) // مجزوء الرمل //
وَقَوله من الوافر
(طفيلي يؤم الْخبز اني ... رَآهُ وَلَو رَآهُ على يفاع)
(وَلَا يروي من الاخبار إِلَّا ... أجبْت وَلَو دعيت الى كرَاع) // الوافر //

الصفحة 444