كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)

(اشرب على الشّعب واحلل رَوْضَة انفا ... قد زَاد فِي حسنه فازدد بِهِ شغفا)
(إِذْ البس الهيف من اغصانه حللا ... ولقن الْعَجم من اطياره نتفا)
(واثمرت حسن الاغصان مثمرة ... من نَازع قرطا أَو لابس شنفا)
(وَالْمَاء يثني عل أعطافه أزرا ... وَالرِّيح تعقد فِي أطرافها شرفا)
(وَالشَّمْس تخرق من أشجارها طرفا ... بنورها فترينا تحتهَا طرفا)
(من قَائِل نسجت درعا مفضضة ... وَقَائِل ذهبت أَو فضضت صحفا)
(ظلت تزف لَهُ الدُّنْيَا محاسنها ... وتستعد لَهُ الالطاف والتحفا)
(من عَارض وكفا أَو طَائِر هتفا ... اَوْ بارق خطفا اَوْ سَائِر وَقفا) // الْبَسِيط //
هَذَا مِمَّا قَالَه بديها وَلَيْسَ بمستحسن فِي الْوَزْن إِلَّا أَن أَبَا تَمام قَالَ من الطَّوِيل
(يَقُول فَيسمع وَيَمْشي فيسرع ... وَيضْرب فِي ذَات الاله فيوجع) // الطَّوِيل //
رَجَعَ
(وَلست احصي حَصى الْيَاقُوت فَهِيَ وَلَا ... درا أصادفه فِي مَائه صدفا)
(يظنّ من وقفت فَهِيَ الشجون بِهِ ... أَن الصبابة شابت والهوى خرفا)
(تعسف الشوق فِيهِ كل ذِي شجن ... والشوق الطفه مَا كَانَ معتسفا)
(فاحلل عرى الْهم واشربها مشعشعة ... رق النسيم مباراة لَهَا وَصفا)
(مَاذَا يَقُول لَك المداح قد نفدت ... فِيك الْمعَانِي وبحر اللَّفْظ قد نزفا)
(لم يبْق لي حِيلَة إِلَّا الدُّعَاء فَإِن ... يسمع ظللت عَلَيْهِ الدَّهْر معتكفا)

الصفحة 486