كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 2)

(أظنوا بِأَنِّي إِن سَقَطت تَكَسَّرَتْ ... فوافي أَو عاودت فكري وَقد ابى)
(توهن جسمي فاشمتوا أَو تجملوا ... وَلَكِن عضبا بَين فكي مَا نبا)
(وَكم سَار شعر قَاعد عَنهُ ربه ... وَدون قَول من سطيح وصوبا)
(سلوا الموث عني كَيفَ فللت غربه ... ونازعته نَفسِي وَقد كرّ مغضبا)
(شربنا وَكَانَ الشّرْب بعد سفورنا ... على نرجس قبل الشبيبة شيبا)
(ودجلة تجلو فِي المصندل شاطئا ... يرق وطيارا يحف وربربا)
(وَكَانَت لنا فِي جبهة الدَّهْر لَيْلَة ... كهمك لَان الْعَيْش فِيهَا وأخصبا)
(عَفا الدَّهْر عَنْهَا بَعْدَمَا كَانَ ساخطا ... وَأحسن فِيهَا بَعْدَمَا كَانَ مذنبا)
(فيا فرحتا لَو كنت اصبحت سالما ... وَيَا سوءتا إِن مركبي زل أَو كبا)
(إِذا لم أعربد فِي أَوَاخِر نشوتي ... فَلَا عَار ان خطب عَليّ توثبا)
(وصبرا على خير الْخمار وشره ... بِمَا قلت اهلا للكؤوس ومرحبا)
(اروح وصبغ الراح يخضب راحتي ... وأغدو بعضو من دمي قد تخضبا)
(فَلَو بصرت عين الْوَزير بشاعر ... على مركب قد شانه الله مركبا)
(رأى اللَّهْو مَيتا والمجون ممددا ... صَرِيعًا وجثمان السرُور معذبا)
(وباكرني اشياخ قومِي فَأَكْثرُوا الفضول لعمري والاذى والتعجبا ... )
(يَقُولُونَ لي تب لَا تعود لمثلهَا ... وهيهات ضَاعَ الْوَعْظ عِنْدِي وخيبا)
(وَكم قبلهَا قد مت بالسكر مرّة ... وعدت فَكَانَ الْعود احلى وأطيبا)
(كَذَا أبدا إِمَّا تراني مجررا ... ذيولي سكرا أَو كسيرا مشعبا)
(وَلَكِن على الاحرار حمل مؤونتي ... إِذا ذهبت بِي نبوة الدَّهْر مذهبا)

الصفحة 504