كتاب السلوك في طبقات العلماء والملوك (اسم الجزء: 2)
سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة كَانَ اُحْدُ اعيان الْكتاب فِي الدولة المظفرية وَصدر المؤيدية لم يكن لَهُ نَظِير فيهم بِمَعْرِِفَة كتب الْأَدَب ولاكثر المحفوظات نظما ونثرا وَمهما اشكل فِي ذَلِك فِي وقته انما يرجع اليه فِي الْغَالِب بِهِ اخذ عَن الامام الصغاني المقامات وَغَيرهَا واخذ عَن غَيره كزكريا بن يحي الاسكندر عدَّة من كتب الحَدِيث وَغَيرهَا وَيُقَال كَانَ محفوظه من الشّعْر يزِيد على عشرَة الاف بَيت وَكَانَ غَالب أوقاته نَاظرا إِمَّا بعدن أَو بجبلة وهما من أعظم أَعمال الْيمن وَمَا أدْرك عَلَيْهِ غلظ وَلَا خِيَانَة لمخدوم بل شهر عَنهُ الامانة وَعدم ظلم الرّعية وَكَانَت وَفَاته على النّظر بذى جبلة فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر الْمحرم سنة سَبْعمِائة
وَمِنْهُم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن عرف بالفشلي مولده رَابِع عشر شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وخمسماية اخذ عَن جمَاعَة من الاكابر كالشريف ابي حَدِيد وَابْن حرويه الْموصِلِي وَغَيرهمَا وارتحل الى مَكَّة وَالْمَدينَة واخذ عَن أعيانهما كَابْن ابي الصَّيف وَعمر بن عبد الْمجِيد الفرسي وَغَيرهمَا وَأخذ عَنهُ كَثِيرُونَ من أهل الْيمن وَغلب عَلَيْهِ علم الحَدِيث فَكَانَ إِمَامًا فِيهِ وَهُوَ اُحْدُ شُيُوخ شَيْخي أَحْمد بن عَليّ السرددي وَكَانَت لَهُ مكانة عِنْد الْملك الْمَنْصُور ثمَّ عِنْد وَلَده المظفر وَسمع عَلَيْهِ عدَّة من كتب الحَدِيث مَعَ جمع كثير وَكَانَت وَفَاته ان ركب دَابَّته يَوْمًا بِمَدِينَة زبيد يُرِيد بعض حَوَائِجه فمرت الدَّابَّة عِنْد كلب فنبحها فجفلت مِنْهُ فَوَقع مِنْهَا على الارض مَيتا وَذَلِكَ يَوْم الاربعاء عَاشر رَمَضَان سنة احدى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة واما وَالِده ابراهيم فَكَانَ رجلا فَاضلا صَالحا صَاحب عبادات وكرامات هُوَ شيخ الشَّيْخ احْمَد الصياد وَالَّذِي كَانَ يدله على الطَّرِيق الى الله تَعَالَى بِحَيْثُ حكى فِي سيرته انه قَالَ لما فتح الله لي بِمَا فتح
الصفحة 29
743