كتاب السلوك في طبقات العلماء والملوك (اسم الجزء: 2)
فَلَمَّا وقف السُّلْطَان على كِتَابه وَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة اذ ذَاك حَاضر قَالَ لَهُ يَا قَاضِي بهَا الدّين من النَّاظر على مدارس زبيد قَالَ يَا مَوْلَانَا ابْن وحيش قَالَ لَا يكون لَهُ على مدرسة الْفَقِيه ابْن عَاصِم نظر فَقَالَ سمعا وَطَاعَة ثمَّ كتب اليه قد صرفناه عَن النّظر فِي مدرستك فاترك عَلَيْهَا من اخترته وَله شعر فِي ذمّ الْمدَارِس ... بيع الْمدَارِس لَو علمت بدارس ... يغلو وَمن يحسن صَفْقَة للْمُشْتَرِي
دعها ولازم للمساجد دَائِما ... ان شيت تظفر بالثواب الاوفر ... وصنف زوايد الْبَيَان على الْمُهَذّب فِي كتاب وَيُقَال ان ذَلِك أحد مَا اوجب الوحشة بَينه وَبَين قَاضِي الْقُضَاة اذ هُوَ من قومه فانه نقل اليه انه قصد بذلك حط الْبَيَان وَإِن لَا يلْتَفت اليه مَعَ وجود مُصَنفه والمهذب مَعَ ان كِتَابه لم يكد يشهر وَلَا تتداول وَكَانَت وَفَاته طُلُوع شمس نَهَار الْخَمِيس لخمس بَقينَ من ربيع سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
وَمِنْهُم أَبُو بكر بن عبد الله عرف بالريمي تفقه بِابْن قَاسم ايضا وَبِه تفقه جمَاعَة كَثِيرُونَ كاحمد بن سُلَيْمَان وَعَمه عِيسَى وَغَيرهمَا وَكَانَت وَفَاته على طَرِيق التَّقْرِيب سنة ثَمَانِينَ وستماية وَخلف وَلدين فقيهين عبد الله وَمُحَمّد فعبد الله اعاد بمدرسة أَبِيه إِذْ كَانَ أَبوهُ يدرس فِي التاجية الَّتِي تعرف بمدرسة المبرذعين وَأقَام معيدا سنة ثمَّ حصل عَلَيْهِ وَله فَجعل مَكَانَهُ اخوه فاقام مُدَّة ثمَّ عانده قَاضِي زبيد مُوسَى بن ايمن فَعَزله وَجعل مُحَمَّد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ مَكَانَهُ ليستعين بِهِ فِي االإستنابه إِذا خرج إِلَى بَلَده
وَمِنْهُم عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد أَبَا حسان الْحَضْرَمِيّ الشبامي قدم زبيد ابْن اربعين سنة فتفقه بابيات حُسَيْن ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة
الصفحة 32
743