كتاب السلوك في طبقات العلماء والملوك (اسم الجزء: 2)

فادرك ابْن السّبْعين وَأخذ عَن أَصْحَابه وَله يَد فِي التصوف وَقَرَأَ النَّحْو كَذَلِك والْحَدِيث وصنف فيهمَا وَكَانَ عابدا ورعا زاهدت خلف كتبا عدَّة وَصَحب ابْن الْحَضْرَمِيّ اسماعيل وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أبي الْغَيْث وَابْن عجيل وَتُوفِّي على ذَلِك سنة ارْبَعْ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَخلف ولدا جيدا توفّي بعده بِيَسِير وَلم يمت إِلَّا عَن بَنَات وَولد توفّي بعده بعد أَن تفقه وَذَلِكَ برجب سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة بعد أَن عمر على مَا يزِيد على مائَة سنة رَحمَه الله لم يتَغَيَّر لَهُ سمع وَلَا ذهن وَلَا بصر
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد يجْتَمع مَعَ عبد الرَّحْمَن باحمد تفقه بِبَلَدِهِ وبزبيد أَيْضا وَبهَا توفّي وَهُوَ وَالِد عبد الله الْحَضْرَمِيّ الْعَطَّار وَكَانَ لَهُ أَخ اسْمه أَحْمد يذكر عَنهُ الْخَيْر الْجيد
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن القيقل كَانَ فَقِيها مُحدثا وَهُوَ الَّذِي سمع المظفر بقرآته الحَدِيث على الفشلي وَضبط جده بقافين مفتوحتين بَينهمَا يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ لَام وَأَصله من قَرْيَة من قرى زبيد تعرف بِمحل ماتع وَلم أعرف لَهُ تَارِيخا
ثمَّ صَار الْفِقْه إِلَى طبقَة أُخْرَى مِنْهُم أَحْمد بن أبي بكر عرف بِابْن سرُور قيل أَنه ينتسب إِلَى ابي عبد الله الْقَائِد سرُور آخر وزراء الْحَبَشَة الْآتِي ذكرهم وَكَانَ فَقِيها فَاضلا وَكَانَ زميلا لاحمد بن سُلَيْمَان الْحكمِي الْآتِي ذكره أَن شَاءَ الله وَهُوَ الَّذِي رغبه بسكنى زبيد إِذْ أصل بَلَده القحمة واثنى عَلَيْهِ ابْن دعاس بمقام المظفر والمنصورية قد شغرت عَن مدرس فرتبه المظفر بهَا وَلم يكد

الصفحة 33