كتاب السلوك في طبقات العلماء والملوك (اسم الجزء: 2)

يقف طائلا بهَا بل توفّي فَجعل مَكَانَهُ الْفَقِيه عبد الله بن الْحَضْرَمِيّ الْآتِي ذكره
وَمِنْهُم عمر بن عَليّ الحجي كَانَ فَقِيها فَاضلا تفقه بالريمي ودرس بالهكارية واعاد بالنظامية وَكَانَ يذكر بِالْخَيرِ إِلَى أَن توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة
وَمِنْهُم أَبُو الْحسن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْحكمِي مولده سنة خمس واربعين وستماية وتفقه بِصَالح بن عَليّ الْحَضْرَمِيّ الَّاتِي ذكره وبالريمي الْمَذْكُور أَولا كَانَ مَشْهُورا بالذكاء اليه انْتَهَت رياسة الْفَتْوَى بزبيد وَبِه تفقه جمَاعَة كَثِيرُونَ وَلما توفيت الدَّار الشمسي فِي سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة وَكَانَت قد أوصت بِكُل أملاكها لِابْنِ اخيها الْمُؤَيد بن المظفر وَالْوَارِث لَهَا اخوها الفايز بن الْمَنْصُور وَالسُّلْطَان يَوْمئِذٍ الاشرف بن المظفر والمؤيد اذ ذَاك فِي حَبسه وَكَانَ يعجب الاشرف بطلَان الْوَصِيَّة لكَي يصير مَا بَطل مِيرَاثا فيشتريه من عَمه الفايز فَكَانَ هَذَا احْمَد لَهُ عناية جَيِّدَة فِي ذَلِك استجلابا لخاطر الاشرف لَكِن كَانَ الْغَالِب على الاشرف الشَّفَقَة على الاهل وَكَرَاهَة التظاهر بذلك فَإِن حصل شَيْء بطرِيق شَرْعِي لم يكره ذَلِك فَكَانَ هَذَا الْفَقِيه من اشد النَّاس اجْتِهَادًا بالفتوى بِبُطْلَان الْوَصِيَّة وَوَافَقَهُ جمَاعَة من تهَامَة لَكِن لجودة الأرف كَانَ مَتى جَاءَت الْفَتْوَى من تهَامَة امْر بعرضها على شَيخنَا ابي الْحسن الأصبحي فان وَافق على الْجَواب والالم يعْمل بِهِ كَمَا يَأْتِي بَيَان ذَلِك ان شَاءَ الله واليه اشار الْفَقِيه هَارُون السروي فِي بعض شعره الَّذِي مدحه بِهِ على مَا يَأْتِي بَيَان ذَلِك وَكَانَ سَبَب تعصب هَذَا الْفَقِيه
الْميل مِنْهُ إِلَى مَا يُوَافق خاطر الاشرف رجا ان يَجْعَل قَاضِي قُضَاة تهَامَة فَلم يكد ينجح بذلك سَعْيه بل مَاتَ الاشرف على مَا سَيَأْتِي بَيَانه وَقَامَ الْمُؤَيد بِالْأَمر فَلم تكمل المسارعة فِي وَصِيَّة الْحرَّة إِلَّا بعد قِيَامه وَحصل على هَذَا الْفَقِيه احْمَد من السُّلْطَان الْمُؤَيد بعض مصادرة واهانة وعزل عَن تدريس

الصفحة 34