كتاب تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (اسم الجزء: 2)
بئس ما يجمع أن يغتابنى … مطعم وخم وداء يدّرع (¬1)
ويحيّينى إذا لاقيته … وإذا يخلو له لحمى رتع (¬2)
وممن أسلم وهو فى سنّ كبيرة الحصين (¬3) بن الحمام سيد بنى مرّة الذبيانيين، وله أبيات تطرد على هذا النحو (¬4):
ويوم تسعّر فيه الحروب … لبست إلى الرّوع سربالها (¬5)
فلم يبق من ذاك إلا التّقى … ونفس تعالج آجالها
أمور من الله فوق السماء … مقادير تنزل أنزالها (¬6)
أعوذ بربى من المخزيا … ت يوم ترى النفس أعمالها
وخفّ الموازين بالكافرين … وزلزلت الأرض زلزالها
والصلة واضحة بين هذه الأبيات وآى الذكر الحكيم من مثل قوله تعالى:
{(وَاِتَّقُوا اللهَ)} {(فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)} {(فَمَنِ اِتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)} {(إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)} {(هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)} {(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)} وقوله عزّ شأنه: {(إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها)} {(فَأَمّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ وَأَمّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ)} {(وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ).}
واقرأ فى النّمر (¬7) بن تولب، وهو ممن أدركوا الإسلام وقد علت سنّهم،
¬_________
(¬1) وخم: غير مرئ. يدرع: يلبس.
(¬2) رتع: أكل بنهم.
(¬3) انظر ترجمته فى الشعر والشعراء 2/ 630 وابن سلام ص 131 والأغانى (طبعة دار الكتب) 14/ 1 وما بعدها والاستيعاب ص 127 وأسد الغابة 2/ 24 والإصابة 2/ 18 والخزانة 2/ 7
(¬4) أغانى 14/ 14.
(¬5) تسعر: تتقد. السربال: الدرع.
(¬6) أنزالها: منازلها. تنزل أنزالها: تقع مواقعها.
(¬7) انظر ترجمته فى طبقات ابن سعد ج 7 ق 1 ص 26 والشعر والشعراء 1/ 268 وابن سلام ص 133 والأغانى 19/ 157 والموشح 78 والخزانة 1/ 152 والاستيعاب ص 320 والإصابة 6/ 253.
الصفحة 71