فسترى فى شعره آثارا من تلاوته للقرآن الكريم، على شاكلة قوله (¬1):
ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى … وإلى الذى يعطى الرّغائب فارغب
وهو القائل (¬2):
أعذنى ربّ من حصر وعىّ … ومن نفس أعالجها علاجا
ومن حاجات نفسى فاعصمنّى … فإنّ لمضمرات النفس حاجا (¬3)
وأنت وليّها فبرئت منها … إليك وما قضيت فلا خلاجا (¬4)
ويروى أنه أنشد الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدة قال فيها (¬5):
لله من آياته هذا القمر … الشمس والشّعرى وآيات أخر
ومرت بنا استجارة المخبّل (¬6) السّعدى بعمر بن الخطاب حين هاجر ابنه للغزو وكيف ردّه عليه، ومن قوله فى تهاية قصيدة له رواها المفضل الضبى (¬7):
إنى وجدت الأمر أرشده … تقوى الإله وشره الإثم
وكان فى الشّماخ (¬8) شر كثير، وهو ممن شاركوا فى معركة القادسية ومعارك أذربيجان، ومع ذلك لا نجد فى ديوانه شيئا واضحا عن جهاده فى سبيل الله، وكأنما عنى الرواة بشعره البدوى وإحسانه فيه لوصف القوس وحمار الوحش (¬9)، ومما يتمثّل به من شعره (¬10):
ليس بما ليس به بأس باس … ولا يضرّ البرّ ما قال الناس
¬_________
(¬1) الشعر والشعراء 1/ 269 والأغانى 19/ 161.
(¬2) الأغانى 19/ 162 والحيوان 2/ 305.
(¬3) حاج: جمع حاجة.
(¬4) خلاج: اعتراض.
(¬5) أغانى 19/ 159.
(¬6) انظر فى ترجمته الشعر والشعراء 1/ 383 والأغانى (طبعة دار الكتب) 13/ 189 والإصابة 2/ 218 والخزانة 2/ 536 والموشح ص 75.
(¬7) المفضليات ص 118.
(¬8) راجع فى ترجمته ابن سلام ص 110 والشعر والشعراء 1/ 274 والأغانى (طبع دار الكتب) 9/ 158 والخزانة 1/ 526 والإصابة 3/ 210 والموشح ص 67.
(¬9) انظر ترجمته فى المراجع السابقة وراجع الحيوان 5/ 79.
(¬10) الشعر والشعراء 1/ 277 وبأس الأولى: شجاعة.