المروية عند ابن إسحق فكانوا يثبتون بعضها وينكرون بعضا آخر وقد يردّونها إلى غيره من معاصريه ومن جاءوا بعدهم. ومع ذلك نرى كثيرا مما أنكروه مثبتا فى رواية ابن حبيب. ونحن نعرض صنيع ابن هشام ليعلم مدى ما وضع على حسان، فمن ذلك أن نراه كثيرا يقول بعد إنشاده لبعض القصائد: «وأهل العلم ينكرون هذه القصيدة لحسان» (¬1) ومن ذلك أنه نسب قصيدتين أضيفتا إليه إلى كعب بن مالك (¬2) ونسب ثالثة إلى عبد الله (¬3) بن الحارث السّهمى ورابعة إلى معقل (¬4) بن خويلد الهذلى وخامسة إلى ربيعة بن أمية الدّيلى وقيل بل هى لأبى أسامة الجشمى (¬5). ونسب سادسة إلى ابنه عبد الرحمن (¬6). وإذا مضينا نبحث فى مراجع أخرى وجدنا قطعة لعبد الله بن رواحة تضاف إليه، وهى فى رثاء نافع بن بديل (¬7)، وكذلك أضيفت إليه قطعة ثانية لعبد الله بن رواحة وهى فى رثاء عثمان (¬8)، وأيضا أضيفت إليه مقطوعة يائية فى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرة الأوس والخزرج له، ونصّ الرواة على أنها لصرمة (¬9) بن أبى أنس الأنصارى، ونسب له بيتان فى الفخر بالأزد وهما لسعد (¬10) بن الحصين الأنصارى، ونسبت له مقطوعة رائية، وهى لبشير (¬11) بن سعد بن الحصين.
ونظن ظنّا أن شعره اختلط بأشعار الأنصار، وخاصة كعب بن مالك وعبد الله ابن رواحة وابنه عبد الرحمن، أما الأولان فقد اشتركا معه فى هجاء قريش،
¬_________
(¬1) انظر ابن هشام فى مقطوعة عينية 3/ 56 وفى قصيدة عينية 3/ 149 وما بعدها وقابل بالديوان ص 76 وهى فى رثاء حمزة، وانظر حائية فى رثاء حمزة 3/ 159 ومقطوعتين فى رثاء خبيب 3/ 186 وقابل بالديوان ص 46، 84 وكذلك مقطوعة بائية فى 3/ 192 وقابل بالديوان ص 39 ومقطوعتين: لامية ورائية فى عمرو بن ود فى 3/ 281 وقابل بالديوان ص 46.
(¬2) انظر السيرة النبوية لابن هشام 3/ 137 وقابل بالديوان ص 36 وانظر السيرة 3/ 362 وقابل بالديوان ص 63.
(¬3) السيرة النبوية 3/ 20 والديوان ص 29.
(¬4) السيرة النبوية 3/ 81 والديوان ص 84.
(¬5) السيرة النبوية 3/ 282 والديوان 51.
(¬6) السيرة النبوية 4/ 199 والديوان 51 وراجع الحيوان 3/ 108 حيث تشكك الجاحظ فى مقطوعة تنسب إليه وقال إنها تنسب أيضا إلى ابنه عبد الرحمن.
(¬7) انظر الديوان ص 31 وقابل بالاستيعاب ص 305 وابن هشام 3/ 198.
(¬8) انظر الديوان ص 71 وقارن بالاستيعاب ص 492.
(¬9) راجع الديوان ص 21 - 22 والاستيعاب ص 14، 334.
(¬10) انظر الديوان ص 40 وقارن بالأغانى (طبع الساسى) 14/ 120.
(¬11) راجع الديوان ص 42 - 43 وقارن بالأغانى 14/ 120.