كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 2)

وفي شرح الرضي أنه لاعتقاد كون الشيء على صفة، اعتقادا غير مطابق نحو قولك: كنت اعده فقيرا فبان غنيا (¬1).
وهذا الفعل منقول من (عد) المحسوس الذي هو بمعنى الإحصاء، نحو قوله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [النحل: 18]، إلى المعنى القلبي، فعندما تقول: (كنت أعده فقيرا) يكون المعنى إني كنت أحصيه في جملة الفقراء.

حجا:
قيل هو بمعنى (ظن) وذلك نحو قول الشاعر:
قد كنت أحجو أبا عمرو أخاثقة ... حتى ألمت بنا يوما ملمات (¬2)
وهذا الفعل مأخوذ من (الحجا) وهو العقل والفطنة فإذا قلت: أحجو به خيرا أو قلت: حجوتك منجدا كان لمعنى أن هذا ما هداني إليه عقلي، وحجاي فقد يكون صحيحا وقد يكون غير ذلك.

هب:
وهو فعل أمر لا يتصرف بمعنى أحسب وظن. تقول: هبني فعلت هذا الأمر أي احسبني واعددني. وهو غير (هب) الذي ماضيه (وهب) من الهبة. جاء في (لسان العرب): " تقول: هب زيدا منطلقا بمعنى إحسب، يتعدى إلى مفعولين، ولا يستعمل منه ماض ولا مستقبل في هذا المعنى.
ابن سيده وهبني فعلت ذلك أي احسبني واعددني ولا يقال: هب أني ولا يقال في الواجب (وهبتك فعلت ذلك) لأنها كلمة وضعت للأمر (¬3).
¬__________
(¬1) الرضي على الكافية 2/ 307
(¬2) الأشموني 2/ 23، ابن عقيل 1/ 150، حاشية الخضري 1/ 150، حاشية التصريح 1/ 248، الهم 1/ 148
(¬3) لسان العرب - ظن 2/ 304، وانظر الأشموني 2/ 24، حاشية الصبان 2/ 24 =

الصفحة 26