كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 2)

ومذهب سليم إجراء القول مجرى الظن مطلقا، سواء وجدت هذه الشروط أم لا (¬1).
يقول النحاة: " فإذا اجتمعت الشروط المذكورة جاز نصب المبتدأ والخبر مفعولين نحو: اتقول زيدًا منطلقا؟ وجاز رفعها على الحكاية، نحو: أتقول: زيد منطلق (¬2)؟ "
وليس معنى هذا القول أن لك أن تقول أية عبارة متى شئت، وإنما ذلك بحسب القصد والمعنى، فإن قصدت التلفظ بالعبارة نفسها، فليس ذلك إلا أن ترفع، وأن أردت معنى الظن أي أردت ذكر معنى الجملة لا لفظها، فليس لك إلا أن تنصب فقولك: (أتقول: زيد منطلق) معناه أتتلفظ بهذه العبارة؟ وقولك: (أتقول زيدا منطلقا) معناه أتظن هذا الأمر؟ .
وهناك فرق بين المعنيين.
وكذلك ما يذكر بالنسبة إلى لغة سليم، من أنهم يجرون القول مجرى الظن مطلقا، ليس معناه أنهم يجرون لك من دون نظر إلى المعنى، بل لا ينصبون إلا إذا أرادوا معنى الظن وقصدوا معنى الجملة فإن قصدوا التلفظ بها لم يكن إلا الرفع (¬3).
¬__________
(¬1) ابن عقيل 1/ 156، الأشموني 2/ 36 - 38، سيبويه 1/ 62 - 63
(¬2) ابن عقيل 1/ 156
(¬3) حاشية الصبان 2/ 37

الصفحة 28