كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 2)

وهنا يجب ذكر المفعولين، ولا يجوز حذفهما، أو حذف أحدهما إلا لقرينة، وذلك نحو قوله تعالى: {أين شركاءي الذين كنتم تزعمون} [القصص: 62]، أي تزعمونهم شركاي، وكقولك: أتظن أحدا قائما؟ فيقال: أظن خالدا، والتقدير (قائما).
جاء في (شرح ابن الناظم): "يجوز في هذا الباب حذف المفعولين والاقتصار على أحدهما، أما حذف المفعولين فجائز إذا دل عليهما دليل كقوله تعالى: {أين شركاءي الذين كنتم تزعمون}، تقديره: الذين كنتم تزعمونهم شركاء .. وأما الاقتصار على أحد المفعولين فجائز إذا دل على الحذف دليل" (¬1).
وذلك يعود إلى غرض المتكلم.

الفاعل
حده:
الفاعل لغة من أوجد الفعل، واصطلاحا ما أسند إليه عامل مقدم عليه على جهة وقوعه منه أو قيامه به.
فالعامل يشمل الفعل، نحو قام زيد، وما ضمن معناه، كالمصدر واسم الفاعل، والصفة المشبهة، وأمثلة المبالغة، واسم الفعل، والظرف، والمجرور.
وقولهم على جهة وقوعه منه، نحو ضرب زيد، وقيامه به كلمات زيد (¬2).
وجاء في (شرح الأشموني): " الفاعل في عرف النحاة هو الاسم الذي أسند إليه فعل تام، أصلي الصيغة، أو مؤول به" (¬3).
¬__________
(¬1) ابن الناظم 83، وانظر التصريح 1/ 258 - 260، ابن عقيل 1/ 154
(¬2) انظر الهمع 1/ 159، التصريح 1/ 367 - 368
(¬3) الأشموني 2/ 42 - 43، ابن عقيل 1/ 158، وانظر حاشية الصبان 2/ 42، حاشية الخضري 1/ 158

الصفحة 44