كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 2)

أفعال القلوب
إن أفعال القلوب سميت كذلك لأنها أفعال قلبية باطنة لا ظاهرة حسية مثل ضرب وأكل ومشى. وهذه الأفعال منها ما هو لازم كقولك: جَبُن خالد وفرح ورغب، ومنها ما هو متعد وهو قسمان: منها ما يتعدى إلى واحد نحو كرهت خالدا وخفت الله، ومنها ما يتعدى إلى مفعولين (¬1)، وهذا القسم هو المقصود في هذا الباب.
اختصت أفعال القلوب: " بجوار أعمالها في ضميرين متصلين لمسمى واحد فاعلا والآخر مفعولا نحو ظننتني .. الحق بأفعال هذا الباب في ذلك رأي البصرية والحلمية بكثرة، وعدم، وفقد، ووجد بقلة، كقول الشاعر:
ولقد أراني للرماح دريئة
وقوله تعالى: {إني أراني أعصر خمرا} [يوسف: 36].
وحكى الفراء: " عدمتني، وفقدتني، ووجدتني، وذلك على سبيل المجاز لا الحقيقة" (¬2)، ولا يقال: " ضربتني اتفاقا، لئلا يكون الفاعل مفعولا، بل ضرت نفسي وظلمت نفسي ليتغاير اللفظان" (¬3).
وقد قسم النحاة هذه الأفعال على قسمين:
1 - أفعال دالة على اليقين، نحو علم، ورأي، ووجد، ودرى.
2 - أفعال دالة على الرجحان، نحو ظن، وخال، وحسب، وزعم (¬4).
وقد صنفت تصنيفا آخر لا يختلف عما ذكرت (¬5).
¬__________
(¬1) ابن عقيل 1/ 150
(¬2) الهمع 1/ 156، ابن يعيش: 7/ 88 - 89
(¬3) حاشية الخضري: 1/ 151
(¬4) ابن عقيل: 1/ 148
(¬5) انظر الأشموني: 2/ 24، حاشية الخضري 1/ 148

الصفحة 6