كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 2)

فقد تقصد باللفظ المؤنث معنى مذكر، فتذكر الفعل له، وقد تقصد باللفظ المذكر معنى المؤنث، فتستعمله استعمال المؤنث، حملا على المعنى، جاء في (الخصائص): فمن تذكير المؤنث قوله:
فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها
ذهب بالأرض إلى الموضع والمكان .. وكذلك قوله تعالى: {فمن جاءه موعظة من ربه} لأن الموعظة والوعظ واحد .. وعليه قول الخطيئة:
ثلاثة أنفس وثلاث ذود ... لقد جار الزمان على عيالي
ذهب بالنفس أي الإنسان، فذكر.
وتذكير المؤنث واسع جدا، لأنه رد فرع إلى أصل، لكن تأنيث المذكر أذهب في التناكر والاغراب .. وأنشدوا:
أتهجر بيتا بالحجاز تلفعت ... به الخوف والأعداء من كل جانب
ذهب بالخوف إلى المخافة ..
وقال:
يا أيها الراكب المزجي مطيتة ... سائل بني أسد ما هذه الصوت
ذهب إلى تأنيث الاستغاثة، وحكى الأصمعي عن أبي عمرو، أنه سمع رجلا من أهل اليمن يقول: فلان لغوب جاءته كتابي فاحتقرها، فقلت له: أتقول: جاءته كتابي؟
فقال: نعم أليس بصحيفة!
قلت: فما اللغوب؟ قال: الأحمق (¬1).
¬__________
(¬1) الخصائص 2/ 411، 416

الصفحة 62