كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 2)

أما في آية النحل/ فالضلالة بمعناها فأنثها لذلك، وهي في الدنيا وليست في الآخرة، ألا ترى إلى قوله تعالى فيما بعد {فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} بخلاف الآية الأولى.
ومن ذلك استعمال القرآن (العاقبة) مذكرة، حيث وقعت بمعنى العذاب قال تعالى: {كيف كان عاقبة المكذبين} [الأنعام: 11].
{كيف كان عاقبة المكذبين} [النحل: 36] {كيف كان عاقبة الكذبين} [آل عمران: 137]، {كيف كان عاقبة المجرمين} [الأعراف: 84]. {كيف كان عاقبة المجرمين} [النمل: 69]، {كيف كان عاقبة المفسدين} [الأعراف: 85]، {كيف عاقبة المفسدين} [النمل: 14]، {كيف كان عاقبة الظالمين} [يونس: 39]، {كيف كان عاقبة الظالمين} [القصص: 40]، {كيف كان عاقبة المنذرين} [يونس: 73] {كيف كان عاقبة المنذرين} [الصافات: 73]. {كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين} [النمل: 51].
وغير ذلك ولم ترد في القرآن مؤنثة، إلا في موطنين، هما قوله: {فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار} [الأنعام: 135]، وقوله: {وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكلم له عاقبة الدار} [القصص: 37]. وهما ليسا بمعنى العذاب كما هو ظاهر، بل معناهما (الجنة)، قال الزمخشري: " عاقبة الدار: العاقبة الحسنى التي خلق الله تعالى هذه الدار لها" (¬1). فأنثها لذلك فحيث ذكر العاقبة كانت بمعنى العذاب، وحيث أنثها كانت بمعنى الجنة.
¬__________
(¬1) الكشاف 1/ 529

الصفحة 65