كتاب الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر (اسم الجزء: 2)

يبدئ الله الخلق ثم يعيده» وفي ذلك دلالة واضحة على وحدانيته، وقدرته، وأنه يجب أن ينفرد بالعبادة دون سواه.
وقرأ الباقون «يروا» بياء الغيب، وهو الوجه الثاني ل «شعبة» على أن الضمير عائد على الأمم السابقة في قوله تعالى قبل: وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ (آية 18) والمعنى: أولم ير من مضى من سالف الأمم كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده، إذا فكان يجب عليهم الإيمان بالله تعالى ولكنهم مع ذلك كفروا، وجحدوا بالله تعالى.
قال ابن الجزري:
ويتفيّؤا سوى البصري ... ... ..........
المعنى: اختلف القراء في «يتفيؤا» من قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ (سورة النحل آية 48).
فقرأ جميع القراء عدا «البصريين» «يتفيؤا» بياء التذكير، وذلك على تذكير معنى الجمع، ولأن تأنيث الفاعل وهو: «ظلال» غير حقيقي.
وقرأ البصريان وهما: «أبو عمرو، ويعقوب» «تتفيؤا» بتاء التأنيث، وذلك على تأنيث لفظ الجمع وهو: «الظلال».
قال ابن الجزري:
.......... ورا ... مفرّطون اكسر مدا واشدد ثرا
المعنى: اختلف القراء في «مفرطون» من قوله تعالى: لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (سورة النحل آية 62).
فقرأ «نافع» «مفرطون» بكسر الراء مخففة، على أنها اسم فاعل من «أفرط» إذا جاوز الحدّ.
يقال: كانوا مفرطين على أنفسهم في ارتكاب الذنوب. قال «مكي بن أبي

الصفحة 359