كتاب خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية (اسم الجزء: 2)

ثالثاً: أن يكون بمعنى الحلول. وهذا المعنى كثير فيها.
ومنه قوله تعالى: (وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) .
وقوله تعالى: (أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) .
وقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) .
وقد احتمل قوله تعالى: (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) وجهين:
أحدهما: وأنت حلال مستباح لهم يؤذونك ويناوئونك.
وثانيهما: وأت حال نازل بهذا البلد.
* ملحظ عجيب:
ومن الملاحظات العجيبة أن القرآن استعمل " حلال " من الحل وله فيه
طريقتان:
إحداهما: أن ترد في مقام الحث. وقد اطرد القرآن وصفها بكلمة " طيب "
فى جميع صورها وهي:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا) .
وقوله: (وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا) .

الصفحة 375