كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 2)

بابُ الْعارِيَّةِ (*)
قال الجَوْهَرِىُّ (¬1): الْعارِيَّةُ- بِالتَّشْديدِ: كَأَنَّها مَنْسوبَةٌ إِلَى الْعارِ؛ لأنَّ طَلَبَها عارٌ وَعَيْبٌ. وَيُنْشَدُ (¬2):
إِنَّما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ ... والْعَوَارِىُّ [قُصارى] (¬3) أَن تُرَدّْ
وَالْعارَةُ: مِثْلُ الْعارِيَّةِ، قالَ ابْنُ مُقْبِلٍ (¬4):
فَأَخلِفْ وَأَتلِفْ إِنَّما الْمالُ عارَةٌ ... وَكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذى هُوَ آكِلُهْ
وَقَدْ قيلَ: مُسْتَعارٌ بِمَعْنَى مُتَعاوَرٌ، أَىْ: مُتَداوَلٌ.
وَقالَ غَيْرُهُ: لِأنَّها تُتَناوَلُ بِالْيَدِ، وَفِى الْحَديثِ: "فَتَعَاوَرُوهُ بِأَيْديهِمْ" أَىْ: تَناوَلوهُ وَتَداوَلوهُ.
وَقيلَ: اشْتقاقُها: مِنْ عارَ إِذا ذَهَبَ وَجاءَ، فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِذَهابِهِا إِلَى يَدِ الْمُسْتَعيرِ، ثُمَّ عَوْدِها إِلى يَدِ الْمُعيرِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْعِيرُ، لِذَهابِها وَعَوْدَتِها، وَمِنْهُ قيلَ لِلرَّجُلِ الْبَطَّالِ: عَيَّارٌ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ رَجُلٌ عَيَّارٌ: إِذا كانَ كَثيرَ التَّطْوَافِ (¬5) وَالْحَرَكَةِ ذَكِيًا (¬6).
¬__________
(*) ع: من كتاب العارية.
(¬1) الصحاح (عور).
(¬2) من غير نسبة فى الصحاح، واللسان (عور- قصر).
(¬3) خ: قَصَارٌ. وكذا فى نسخة مخطوطة من الصحاح، والمثبت من المطبوع، واللسان، وع.
(¬4) ديوانه 243 ونسبه المبرد فى الكامل 363 إلى عبد الله بن همام السلولى والأكثر يذكره لابن مقبل. وانظر الصحاح واللسان (عور) وغريب الخطابى 2/ 469، وجمهرة اللغة 3/ 427، وتهذيب إصلاح المنطق 432.
(¬5) ع: الطواف.
(¬6) ذكيا: ساقط من ع.

الصفحة 16