كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 2)

قَوْلُهُ فِى -الْحَديثِ: "بِقاعِ قَرْقَرٍ تَشْتَدُّ عَلَيْهِ" (¬7) الْقاعُ: الْمُسْتَوى مِنَ الأرْضِ، وَالْجَمْعُ: أَقْوُعٌ وَأَقْوَاعٌ وَقيعانٌ، صارَتِ الْوَاوُ ياءً؛ لِكَسْرِ ما قَبْلَها. وَالْقيعَةُ: مِثْلُ الْقاعِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعالَى: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} (¬8) وَالْقَرْقَرُ: الْأمْلَسُ، قالَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬9).
وَقَالَ الْهَرَوِىُّ (¬10): الْقَرْقَرُ: الْمَكانُ الْمُسْتَوِى، وَقَدْ رُوِىَ "بِقاعٍ قَرِقٍ" (¬11) وَهُوُ مِثْلُهُ. وَتَشْتَدُّ، أَىْ: تَعْدو، وَقَدْ شَدَّ، أَىْ: عَدَا.
قَوْلُهُ: "حَلَبُهَا عَلَى الْماءِ" (¬12) بِفَتْحِ اللَّام، يُقالُ: حَلَبَ حَلَبًا بِالتَّحْريكِ، وَكَذَلِكَ الْحَلَبُ: الَّلبَنُ الْمَحْلوبُ.
قَوْلُهُ: "إباحَةٌ [لِلتَّصَرُّفِ] (¬13) " الْمُباحُ خِلافُ الْمَحْظورِ، وَأَبَحْتُكَ الشَّيْىءَ: أحْلَلْتُهُ لَكَ بِغَيْرِ عِوَضٍ.
قَولُهُ: "أَدْرُعًا وَسِلاحًا" السِّلاحُ: اسْم لِكُلِّ ما يُقاتَلُ بِهِ مِنَ الْحديدِ وَغَيْرِهِ، وَجَمْعُهُ: أَسْلِحَةٌ،
قالَ الطِّرِمَّاحُ (¬14) وَذَكَرَ ثَوْرًا يَهُزُّ قَرْنَهُ عَلى الْكِلابِ لِيَطْعَنَها (¬15) بِهِ:
يَهُزُّ سِلاحًا لَمْ يَرِثْها كَلالَةً ... يَشُكُّ بِها مِنْها أُصولَ الْمغابِنِ
¬__________
(¬7) روى جابر - رضي الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: "ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت بقاع قرقر تشتد غليه بقوائما وأخفافها. . . الخ الحديث المهذب 1/ 363 وغريب الحديث 2/ 238 والفائق 3/ 172، والنهاية 4/ 48.
(¬8) سورة النور آية 39.
(¬9) الصحاح (قوع، قرقر).
(¬10) فى الغربيين 3/ 13، 32 خ، وانظر تهذيب اللغة 3/ 33.
(¬11) ع: قرقر: تحريف، والمثبت من خ والغريبين وغريب الحديث 2/ 60.
(¬12) فى الحديث السابق تعليق 7 "قال رجل: يا رسول الله ما حق الإبل؟ قال: "حلبها على الماء، وإعارة دلوها وإعارة فحلها". المهذب 1/ 363.
(¬13) من ع وفى خ: التصرف. ونص المهذب 1/ 363: إن قال المعير: أعرتك فقبضها المستعير انعقد؛ لأنه إباحة للتصرف فى ماله.
(¬14) ديوانه 171.
(¬15) ع: يطعنها.

الصفحة 17