كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 2)

قَوْلُهُ فِى الْحَديثِ (¬29): "لَيْسَ لِعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌ" (¬30) يُرْوَى "لِعِرْقٍ" بِالتَّنْوينِ، وَ "ظالمٍ" نَعْتُهُ، وَيُرْوَى "لِعِرْقِ" بِغيْرِ تَنْوينٍ، مُضافًا إلى "ظالمٍ" فَمَن نَوَّنَ: جَعَلَهُ ظالمًا بِنَفسِهِ تَشْبيهًا وَمَجازًا، وَ "ظالمٍ" نَعْتُ سَبَب. وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ فَهُوَ عَلى حَذْفِ مُضافٍ، أَىْ: لِذى عِرْقِ ظالم، فَالظَّالمُ: هُوَ الْغارِسُ. قالَ هِشامُ ابْنُ عُرْوَةَ: هُوَ أنْ يَجيىءَ الرّجُلُ إِلى أَرْضٍ فَيَغرِسَ فيها غَرْسًا؛ لِيَسْتَوجِبَ بِهِ الْأَرْضَ (¬31).
قَوْلُهُ: ["لِلتَّفَرُّجِ والاسْتِراحَةِ" (¬32)] أَصْلُ الْفَرَجِ: اْلخُروجُ مِنَ الضّيقِ وَالشِّدّةِ إلى السمعَةِ. وَالاسْتِراحَةُ: إدْخالُ الرَّوْحِ عَلى النَّفْسِ، وَهُوَ: السُّرورُ، مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} (¬33).
قَوْلُهُ: "قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ الزرْعُ" مَعْناهُ: قَبْلَ أَنْ يَسْتَحْصِدَ وُيُمْكِنَ أَخْذُه، يُقالُ: أَدْرَكَتِ الثَّمَرَةُ، وَالزَّرْعُ: إِذا بَلَغ، وَأَصْلُ الإِدرْاكِ اللُّحوقُ بِالشَّيىْءِ، وَقَوْلُهُ تَعالى: {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا} (¬34) أَىْ: لَحِقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
قَوْلُهُ: "الْأَجْذاعُ" (¬35) هِىَ الْخُشْبُ الْعِظامُ الَّتى للْبِناءِ.
¬__________
(¬29) فى الحديث: ليس فى ع.
(¬30) فى المهذب 1/ 365: وإن امتنع المعير من بذل القيمة وأرش النقص وبذل المستعير أجرة الأرض: لم يجبر على القلع، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس. . ." وانظر غريب الحديث 1/ 295 وسنن أبى داود 3/ 178 ومعالم السنن 3/ 46.
(¬31) نص أبى عبيد: قال الجمحى: قال هشام: العرق الظالم: أن يجيىء بالرجل الى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس. فيها غرسًا أو يحدث فيها حدثا ليستوجب به الأرض. غريب الحديث 1/ 295، وكتاب الأموال 297، 298.
(¬32) من ع، وفى خ ليتفرج أو يستريح وعبارة والمهذب 1/ 365: وإن أراد المستعير دخول الأرض، فإن كان للتفرج والاستراحة لم يجز.
(¬33) سورة الواقعة آية 89.
(¬34) ع، خ: فاداركوا: خطأ. والآية 38 من سورة الأعراف.
(¬35) فى المهذب 1/ 365: وإن ضمن المعير قيمة الأجذاع ليأخذها: لم يجبر المستعير على قبولها.

الصفحة 19