كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 2)

وَذَكَرَ الْعَصَا؛ لِأنَّها شَيْىءٌ تافِةٌ، أَرادَ: فَلْيَرُدها "وَلا يَسْتَحِلُّ أَخْذَها" (¬7) مَعَ احْتِقارِها.
قَوْلُهُ: "أُعْطِىَ شُرَكاوهُ حِصَصَهُمْ" (¬8) هُوَ جَمْعُ حِصَّةٍ، وَهُوَ النَّصيبُ، يُقالُ: [أَحْصَصْتُ] (¬9) الرَّجُلَ: أَعْطَيْتُهُ نَصيبَهُ، وَتَحَاصَّ الْقَوْمُ يَتَحاصُّونَ: إِذا اقْتَسَموا حِصَصًا، وَكَذَلِكَ (¬10) الْمُحاصَّةُ.
قَوْلُهُ: "السَّبيكَةُ وَالنُّقْرَةُ" (¬11) يَقالُ: سَبَكْتُ الْفِضَّةَ أسْبِكُها -بِالْكَسْرِ (¬12) - سَبْكًا: أَذَبتُها. وَالسَّبيكَةُ: الْفِضَّةُ (¬13)، فَعيلَةٌ مِنَ السَّبْكِ، وَالْجَمْعُ: سَبائِكُ.
وَالنُّقْرَةُ -أيْضًا: هِىَ السَّبيكَةُ-، كَذا قالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬14): وَقيلَ: هِىَ الْفِضَّةُ الْخالِصَةُ، تُخْرَجُ مِنَ الْمَعْدِنِ فَتُخْلَصُ.
قَوْلُهُ: "قَطَعَ أُنْثيَيْهِ" (¬15) أَىْ: خُصْيَيْهِ (¬16)، لا تُسْتَعْمَلُ مُفْرَدَةً-، وَخُصَّتا بِالتَّسْمِيَةِ بِذَلِكَ؛ لمُضادَّتِهِما الذَّكَرَ حينَ سُمِّىَ بِذَلِكَ.
¬__________
(¬7) وضع المصحح علامة فوق هذه العبارة، وكتب فى الحاشية بدلها: "ولا سبيل إلى أخذها" غير أنه لا يستقيم به الكلام.
(¬8) ع: شركاءه. وفى المهذب 1/ 368: روى ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أعتق شركا له فى عبد فإن كان معه ما يبلغ ثمن العبد قوم عليه وأعطى شركاؤه حصصهم وعتق عليه العبد".
(¬9) خ وع: حصصت والمثبت من الصحاح والمصباح.
(¬10) ع: وكذا.
(¬11) فى المهذب 1/ 368: فإن كانت صنعة محرمة ضمن كما تضمن السبيكة والنقرة؛ لأن الصنعة لا قيمة لها، فكان وجودها كعدمها.
(¬12) كذا فى الصحاح (سبك) وفى اللسان والمصباح والقاموس: بالضم والكسر.
(¬13) عبارة الصحاح: والفضة: سبيكة والجمع السبائك.
(¬14) الصحاح (نقر).
(¬15) في المهذب 1/ 369: إن غصب عبدا فقطع أنثييه ولم تنقص قيمته. . . إلخ.
(¬16) ع: خصيتيه. وهى لغة جائزة.

الصفحة 21