كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 2)

قَوْلُهُ: "وَبِلَفْظِ الْمُضارَبَةِ" (¬9) هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: ضَرَبَ فِى الْأرْضِ: إِذا سارَ فِيهَا يَبْتَغى الرِّزْقَ، قالَ الله تَعالَى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (¬10) وَقالَ: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} (¬11) فَكَأن الْعامِلَ يَسيرُ وَيَبْطِشُ فى طَلَبِ الرّبْحِ.
وَقالَ ابْنُ الصَّبّاغِ: اشْتِقاقُها مِنَ الضَّرْبِ بِالْمالِ وَالتَّقْليبِ. قالَ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكونَ مِنْ ضَرْبِ كُلِّ واحِدٍ مِنْهُما بِالرِّبْحِ بِسَهْمٍ، وَالْمُضارِبُ -بِكَسْرِ الرّاءِ- هُوَ الْعامِلُ؛ لأنَّهُ هُوَ الَّذى يَتَصَرَّفُ بِالْمالِ وَيُقَلِّبهُ.
وَالنِّقارُ، والسَّبائِكُ، وَجُزافٌ (¬12): قَذ ذُكِرَ (¬13).
قَوْلُهُ: "بِضاعَةٌ" (¬14) هِىَ قِطْعَةٌ مِنْ مالِكَ تَبْعَثُ بِها لِلتِّجارَةِ، يُقالُ: أَبْضَعْتُ الشَّيْىءَ وَاسْتَبْضَعْتُهُ (¬15).
قَوْلُهُ: "وَالخيْلِ الْبُلْقِ" (¬16) الْأَبْلَقُ مِنَ الْخَيْلِ: هُوَ الَّذى فِيهِ بَياضٌ وَسَوادٌ. قالَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬17). وَقالَ غَيْرُهُ: هُوَ الَّذى يَبْلُغُ الْبَياضُ مَغابنَهُ وَحَقْوَبْهِ وَمَوْضِعَ مَرْفِقَيْهِ مِنْ تَحْجيل بَياضِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. ذَكَرَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ (¬18).
¬__________
(¬9) ينعقد بلفظ القراض؛ لأنه لفظ موضوع له فى لغة أهل الحجاز وبلفظ المضاربة؛ لأنه موضوع له فى لغة هل العراق. المهذب 1/ 385.
(¬10) سورة المزمل آية 20.
(¬11) سورة النساء آية 101.
(¬12) فى قول الشيخ: ولا يصح إلا على الأثمان وهى: الدراهم والدنانير، فأما ما سواهما من العروض والنقار والسبائك والفلوس فلا يصح القراض عليهما. المهذب 1/ 385.
(¬13) 1/ 246.
(¬14) إن قال: تصرف فيه والربح كله لى فهو بضاعة؛ لأن اللفظ مشترك بين القراض والبضاعة. المهذب 1/ 385.
(¬15) ع: أبضعة الشيىء وأستبضعه. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(¬16) فى قول الشيخ: فإن عقده على ما لا يعم كالياقوت الأحمر والخيل البلق. . . لم يصح. المهذب 1/ 386.
(¬17) الصحاح (بلق).
(¬18) أدب الكاتب 111 وانظر كتاب الخيل للأصمعى 214 من مجلة المورد.

الصفحة 33