كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 2)

وَيُقالُ: أَمْوَالُهُمْ فَوْضَى بَيْنَهُمْ، أَىْ: هُمْ شُرَكاءُ فيها، وَفَيْضوضَى: مِثْلُهُ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ (¬15).
وَتَفاوَضَ الشَّريكانِ فِى المْالِ: إِذا اشْتَرَكا فيهِ أَجمَعَ، وَهِىَ شَرِكَةُ الْمُفاوَضَةِ. ذَكَرَ هَذا كُلَّهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬16)
وَ"شَرِكَةُ الْوُجوهِ" (¬17) تَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ، أَحَدُهُما: أَن يَشْتَرِىَ شَيْئًا بِوَجْهِهِ، أَىْ: بِنَفْسِهِ، وَلا يَنْوِى صَاحِبَهُ، وَلَا يَذْكُرُهُ فِى الْبَيْعِ، ثُم يُشارِكُهُ الْآخَرُ فيهِ، وَالْآَخَرُ: أَنْ يَكونَ بِمَعْنَى الْجاهِ وَالْحَظِّ،
يُقالُ: وَجُهَ الرَّجُلُ: إذا صارَ وَجيهًا [أَىْ] ذا جاهٍ وَقَدْرٍ، فَكأنَّهُ يَشْتَرى (¬18)؛ لِيُرْخَصَ لَهُ فِى الْبَيْعِ؛ لِقَدْرِ حَظِّهِ وجاهِهِ، ثُمَّ يُشارِكُهُ الْآخَرُ.
قَوْلُهُ: "أَنْ يَعْزِلَ نَفْسَهُ" (¬19) أَىْ: يُنَحِّىَ نَفْسَهُ عَنِ التَّصَرُّفِ، مِنْ قَوْلِهمْ: عَزَلَهُ عَنِ الْعَمَلِ: إِذا نَحّاهُ، وَعَزَلَ عَنْ أمَتِهِ: إذا نَحِّى ماءَهُ عَنْها، وَاعْتَزَلَ وَتَعَزَّلَ بِمَعْنًى،
قالَ الْأَحْوَصُ (¬20):
يا دَيْرَ عاتِكًة الَّذى أَتعَزَّلُ ... . . . . . . . . . . . . .
أَىْ: أَتجَنَّبُهُ وَأَتَنَحَّى عَنْهُ.
¬__________
(¬15) المقصور والممدود للفراء 43، وحروف الممدود والمقصود لابن السكيت 101.
(¬16) الصحاح (فوض) وانظر غريب ابن قتيبة 1/ 200، وغريب الخطابى 2/ 531، وزاهر الأزهرى 234، وتهذيب النووى 3/ 75، 76، والتحرير 205، والمصباح (فوض).
(¬17) ع: قوله: "شركة الوجوه". وفى المهذب 1/ 346: وأما شركة الوجوه، وهو: أن يعقد الشركة على أن يشارك كل واحد منهما صاحبه فى ربح ما يشتريه بوجهه، فهى شركة باطلة. . . إلخ. وعلق الفيومى قائلا: شركة الوجوه، أصلها: شركة بالوجوه، فحذفت الباء ثم أضيفت، مثل شركة الأبدان، أى: بالأبدان؛ لأنهم بذلوا وجوههم وجاههم فى البيع والشراء. المصباح (وجه).
(¬18) ع: اشترى.
(¬19) ولكل واحد من الشريكين أن يعزل نفسه عن التصرف إذا شاء.
(¬20) ديوانه 117، وعجزه:
. . . . . . . . . . . . . ... حذر العدا وبه الفؤاد موكل
وروايته: يا بيت عاتكة.

الصفحة 5