كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 2)
وَمِنْ [كِتابِ] (¬1) إحْياءِ الْمَوَاتِ
الْمَوَاتُ: الأَرْضُ الَّتى لَا مالِكَ لَها مِنَ الْآدَمِيِّينَ، وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ.
قَوْلُهُ: "وَما [أَكَلَهُ] (¬2) العَوَافِى هُوَ (¬3): جَمْعُ عافِيَةٍ، وَهِىَ: الْوَحْشُ وَالسِّباعُ وَالطَّيْرُ (¬4)، مَأْخْوذ مِنْ قَوْلِهِمْ: عَفَوْتُ فُلانًا أَعْفوهُ: إِذا أَتَيْتَهُ تَطْلُبُ مَعْروفَهُ. يُقالُ: فُلانٌ كَثيُر الْعافِيَةِ وَالْغاشِيَةِ، أَىْ: يَغْشاهُ السُّؤَّالُ وَالطّالِبونَ.
(قَوْلُهُ: بادَ أَهْلُهُ" (¬5) " أَىْ: هَلَكوا، بادَ الشَّيْىْءُ يَبيدُ بَيْدًا وَبُيُودًا: هَلَكَ، وَأَبادَهُمُ اللهُ، أَىْ: أَهْلَكَهُمُ) (¬6).
قَوْلُهُ: "عادِىُّ الْأَرْضِ" (¬7) مَنْسوبٌ إلى عادٍ، الْأُمَّةِ الْمَعْروفَةِ، وَيُسْتَعْمَلُ فِى الشَّيْىءِ الْقَديمِ.
قَوْلُهُ: ["كَالْمُتحَجِّرينَ" (¬8)] الْمُتَحَجِّرُ: هُوَ الَّذى يَشْرَعُ فِى الإحْياءِ وَيَبْتَدِىءُ (¬9)، مَأَخوذٌ مِنَ الْحَجْرِ، وَهُوَ: الْمَنْعُ.
¬__________
(¬1) خ: باب.
(¬2) خ: أكلته، وفى المهذب 1/ 423: روى جابر أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر وما أكله العوافى فهو له صدقة".
(¬3) هو: ليس فى ع.
(¬4) قال أبو عبيد: وبيان ذلك فى حديث آخر: "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه إنسان أو دابة أو طائر أو سبع إلا كانت له صدقة. غريب الحديث 1/ 298.
(¬5) فى المهذب 1/ 423 وأما الموات الذى جرى عليه الملك وباد أهله ولم يعرف مالكه، ففيه ثلاثة أوجه. . . إلخ.
(¬6) ما بين القوسين ساقط من ع.
(¬7) فى المهذب 1/ 423: روى طاوس أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "عادى الأرض لله ولرسوله ثم هى لكم بعد".
(¬8) خ: كالمتحجر والمثبت من ع، وعبارة المهذب 1/ 423: وإن قاتل الكفار عن أرض، ولم يحيوها، ثم ظهر المسلمون عليها. . . لا يجوز أن تملك بالإحياء، بل هى غنيمة بين الغانمين؛ لأنهم لما منعوا عنها صاروا فيها كالمتحجرين فلم تملك بالإحياء.
(¬9) يبتدى: ساقط من ع.