كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 2)

"وَاغْدُ يا أَنَيْس" (¬10) أمْضِ بِالْغداةِ.
قَوْلُهُ: "فَتَنَحَّى بِهِ" (¬11) أَىْ: مَضى بِهِ إِلى ناحِيَةٍ أُخْرى غَيْرِ ناحِيَةِ الْمُوَكّلِ.
قَوْلُهُ: "عَلَى الْفَوْرِ وَعَلَى التَّراخِى" (¬12)، "فَوْرِهِ يُبادِرُ" أَىْ: مِنْ ساعَتِهِ (¬13) وَحِينهِ، وَهُوَ مأْخوذٌ مِنْ فارَتِ الْقِدْرُ تَفورُ فَوْرًا وَفَوَرانًا: إِذا جاشَتْ وَغَلَتْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ذَهَبْتُ فى حاجَةٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ فُلانًا عَلى فَوْرى، أَىْ: قَبْلَ أَنْ أسْكُنَ. ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬14).
وَالتَّراخِى: الإِبْطاءُ وَالتَّأْخيرُ وَتَرْكُ الْعَجَلةِ، يُقالُ: تَراخَى السَّماءُ [أَىْ] (¬15) أَبْطَأَ الْمَطرُ. وَمَعْناهُ: التَّساهُلُ وَتَرْكُ الاسْتِعْجالِ وَالْمُبادَرَةِ.
قَوْلُهُ: "رَأْسُ الدِّينِ النَّصيحَةُ" (¬16) مَعْناهُ: أَصْلُهُ الَّذى يَقُومُ بِهِ، مُسْتعارٌ مِنْ رَأْسِ الِإنْسَانِ الَّذى لَا يَبْقى الإنْسَانُ مَعَ ذَهابِهِ.
وَالنَّصيحَةُ: فَعيلَةٌ مِنَ النُّصْحِ، وَهْوَ: الصِّدْقُ بِالْخَبَرِ، يُقالُ: نَصَحتُهُ نُصْحًا وَنَصاحَةً، قالَ اللهُ تَعالَى {وَأَنْصَحَ لَكُمْ} (¬17) وَالنَّصيحُ (¬18):
¬__________
(¬10) فى جواز التوكيل فى استيفاء الحدود: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بعث أنيسا لإقامة الحد، وقال يا أنيس أغد على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها. المهذب 1/ 439.
(¬11) لو وكل فتنحى به، فعفا الموكل، فقتله الوكيل بعد العفو وقبل العلم بالعفو ففى الضمان قولان. . . إلخ، المهذب 1/ 439.
(¬12) ويجوز القبول على الفور وعلى التراخى. المهذب 1/ 350.
(¬13) ع: فوره مبادر من ساعته وحينه.
(¬14) الصحاح (فور).
(¬15) من ع.
(¬16) روى ثوبون مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأس الدين النصيحة" قلنا: يا رسول الله لمن؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة. المهذب 1/ 350، وفتح البارى 1/ 138، وسنن النسائى 7/ 156، وسنن أبى داود 4/ 286، ومعالم السنن 4/ 125، 126، وأعلام الحديث 187 - 193.
(¬17) سورة الأعراف آية 62.
(¬18) ع: والنصح: تحريف.

الصفحة 7