كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

تنبيه: لا يجوز تقديم هذين الحالين على "أفعل"، ولا تأخيرهما عنه؛ فلا تقول: "زيد قائما قاعدا أحسن منه"، ولا "زيد أحسن منه قائما قاعدا".
348-
والحال قد يجيء ذا تعدد ... لمفرد -فاعلم- وغير مفرد
"والحال" لشبهها بالخبر والنعت "قد يجيء ذا تعدد لمفرد فاعلم وغير مفرد".
فالأولى نحو: "جاء زيد راكبا ضاحكا"، وقوله "من الطويل":
489-
علي إذا ما جئت ليلى بخفية ... زيارة بيت الله رجلان حافيا
ومنع ابن عصفور هذا النوع ما لم يكن العامل فيه أفعل التفضيل، نحو: "هذا بسر أطيب منه رطبا"، ونقل المنع عن الفارسي وجماعة؛ فالثاني عندهم نعت للأول، أو حال من الضمير فيه.
والثانية قد يكون بجمع نحو: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} 1، ونحو: {وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ} 2. وقد يكون بتفريق،
__________
489- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص233؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 1/ 385؛ وشرح شواهد المغني 2/ 859؛ ولسان العرب 11/ 268 "رجل"؛ ومغني اللبيب 2/ 461.
شرح المفردات: الخفية: الاستتار. رجلان: ماشيا على رجليه.
المعنى: يقول: لئن زرت ليلى متخفيا، فعلي أن أزور بيت الله ماشيا حافيا.
الإعراب: "علي": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. "إذا": ظرف زمان متعلق بالخبر المقدم المحذوف. "ما": زائدة. "جئت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "ليلى": مفعول به منصوب. "بخفية": جار ومجرور متعلقان بـ"جئت". "زيارة": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف. "بيت": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. "رجلان": حال منصوب. "حافيا": حال منصوب.
وجملة: "علي زيارة ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "جئت" في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "رجلان حافيا" حيث تعدد الحال لواحد، وهو الضمير في "علي".
1 إبراهيم: 33.
2 النحل: 12.

الصفحة 26