كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

نحو: "لقيت هندا مصعدا منحدرة"، وقوله "من الرمل":
490-
لقي ابني أخويه خائفا ... منجديه فأصابوا مغنما
فعند ظهور المعنى يرد كل حال إلى ما يليق به، كما في المثال والبيت، وعند عدم الظهور يجعل أول الحالين لثاني الاسمين، وثانيهما للأول، نحو: "لقيت زيدا مصعدا منحدرا"، فـ"مصعدا": حال من "زيد"، و"منحدرا": حال من التاء.
تنبيه: الظاهر أن قد في قوله: "قد يجيء" للتحقيق، لا للتقليل.
"الحال المؤسسة والحال المؤكدة":
349-
وعامل الحال بها قد أكدا ... في نحو: لا تعث في الأرض مفسدا
"وعامل الحال بها قد أكدا" أي: الحال على ضربين:
مؤسسة، وتسمى مبنية، وهي التي يستفاد معناها بدونها، وهي على ثلاثة أضرب:
مؤكدة لعاملها، وهي: كل وصف وافق عامله: إما معنى دون لفظ، كما في نحو: "لا تعث في الأرض مفسدا"، {ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِين} 1 أو معنى ولفظا، نحو: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا} 2، وقوله "من البسيط":
491-
أصخ مصيخا لمن أبدى نصيحته ... "والزم توقي خلط الجد باللعب"
__________
490- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص462؛ والمقاصد النحوية 3/ 215.
اللغة: منجديه: مغيثيه. أصابوا: نالوا. المغنم: الغنيمة.
الإعراب: "لقي": فعل ماض. "ابني": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أخويه": مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "خائفا": حال من "ابني". "منجديه": حال من "أخويه". "فأصابوا": الفاء حرف عطف، "أصابوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "مغنما": مفعول به منصوب.
وجملة: "لقي ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أصابوا" معطوفة على "لقي".
الشاهد فيه قوله: "خائفا منجديه" حيث تعددت الحال وتعدد صاحبها.
1 التوبة: 25.
2 النساء: 79.
491- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 387؛ وشرح عمدة الحافظ ص440؛ والمقاصد النحوية 3/ 185. =

الصفحة 27