كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

ومؤكدة لصاحبها، نحو: {لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} 1.
ومؤكدة لمضمون جملة، وقد أشار إليها بقوله:
350-
وإن تؤكد جملة فمضمر ... عاملها، ولفظها يؤخر
"وإن تؤكد جملة فمضمر عاملها" أي: عامل الحال، وجوبا "ولفظها يؤخر" عن الجملة، وجوبا أيضا، ويشترط في الجملة: أن تكون معقودة من اسمين، معرفتين، جامدين، نحو: "زيد أخوك عطوفا"، وقوله "من البسيط":
492-
أنا ابن دارة معروفا بها نسبي ... وهل بدارة يا للناس من عار
__________
= شرح المفردات: أصخ: اسمع. أبدى: أظهر. الجد: الاجتهاد. اللعب: اللهو.
المعنى: يقول: استمع جيدا لمن يقدم لك النصيحة، واحترز من أن تخلط بين الجد واللعب.
الإعراب: "أصخ": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. "مصيخا": حال منصوب. "لمن": جار ومجرور متعلقان بـ"أصخ". "أبدى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "نصيحته": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "والزم": الواو حرف عطف، "الزم": معطوف على "أصخ". "توقي": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "خلط": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "الجد": مضاف إليه مجرور. "واللعب": الواو حرف عطف، "اللعب": معطوفة على "الجد".
وجملة: "أصخ ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أبدى ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "الزم" معطوفة على جملة "أصخ".
الشاهد فيه قوله: "مصيخا" حيث وقع حالا من فاعل "أصخ" مؤكدة لعاملها لفظا ومعنى.
1 يونس: 99.
492- التخريج: البيت لسالم بن دارة في خزانة الأدب 1/ 468، 2/ 145، 3/ 265، 266، والخصائص 2/ 268، 317، 340، 3/ 60، والدرر 4/ 11؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 547؛ وشرح المفصل 2/ 64؛ والكتاب 2/ 79؛ والمقاصد النحوية، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص338؛ وهمع الهوامع 1/ 245.
المعنى: يفخر الشاعر بنسبه إلى "دارة"، وهي أمه التي يعتز القوم بالانتساب إليها لأنها شريفة، ويتساءل: هل يكون معابا من انتمى إليها؟
الإعراب: أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. دارة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. معروفا: حال منصوب. بها: جار =

الصفحة 28