إن "لا" ناهية والواو للحال، والصواب أنها عاطفة مثل: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} 1.
الثاني: أن تكون غير مصدرة بعلم استقبال، وغلط من أعرب "سيهدين" من قوله تعالى: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} 2 حالا.
الثالث: أن تكون مرتبطة بصاحبها على ما سيأتي "كجاء زيد وهو ناو رحله" مثال لما استكملت الشروط.
352-
وذات بدء بمضارع ثبت ... حوت ضميرا، ومن الواو خلت
353-
وذات واو بعدها انو مبتدا ... له المضارع اجعلن مسندا
"وذات بدء بمضارع ثبت حوت ضميرا" يربطها "ومن الواو خلت" وجوبا؛ لشدة شبهه باسم الفاعل، تقول: جاء زيد يضحك، وقدم الأمير تقاد الجنائب بين يديه، ولا يجوز جاء ويضحك، ولا قدم وتقاد.
"وذات واو بعدها انو مبتدا ... له المضارع اجعلن مسندا"
أي: إذا جاء من كلامهم ما ظاهره أن جملة الحال المصدرة بمضارع مثبت تلت الواو حمل على أن المضارع خبر مبتدأ محذوف، من ذلك قولهم: "قمت وأصك عينه"، أي:
__________
= الإعراب: "اطلب": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "ولا": الواو حالية، "لا": حرف نفي. "تضجر": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المبدلة ألفا ففتحة، في محل جزم بـ"لا"، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". "من مطلب": جار ومجرور متعلقان بـ"تضجر". "فآفة": الفاء حرف استئناف، "آفة": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الطالب": مضاف إليه مجرور. "أن": حرف نصب. "يضجرا": فعل مضارع منصوب بالفتحة، والألف: للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع خبر للمبتدأ "آفة".
وجملة: "اطلب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا تضجر" في محل نصب حال. وجملة "آفة الطالب ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يضجر" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
التمثيل به في قوله: "ولا تضجر" حيث جاز أن تقع جملة النهي حالية، وقيل: الواو عاطفة.
1 النساء: 36.
2 الصافات: 99.