"قبل" وفاقًا" للكوفيين والأخفش؛ تقول: "اعتكفت شهرًا كله"، ومنه قوله "من البسيط":
800-
"لكنه شاقه أن قيل ذا رجب" ... يا ليت عدة حولٍ كلِّه رجبُ
وقوله: "من الرجز":
تحملني الذلفاء حولًا أكتعا1
وقوله "من الرجز":
801-
قد صرت البكرة يومًا أجمعا
__________
800- التخريج: البيت لعبد الله بن مسلم الهذلي في شرح أشعار الهذليين 2/ 910؛ ومجالس ثعلب 2/ 407؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص190؛ والإنصاف ص450؛ وأوضح المسالك 2/ 332؛ وتذكرة النحاة ص640؛ وجمهرة اللغة ص525؛ وخزانة الأدب 5/ 170؛ وشرح التصريح 2/ 125؛ وشرح قطر الندى ص296؛ والمقاصد النحوية 4/ 96.
اللغة والمعنى: شاقه: هيج شوقه. الحول: السنة.
يقول: إنه في شهر رجب قد اشتد شوقه وهاج، فيا ليت جميع أشهر السنة رجب.
الإعراب: لكنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير في محل نصب اسم "لكن". شاقه: فعل ماض، والهاء: في محل نصب مفعول به. أن: حرف مصدري. قيل: فعل ماض للمجهول. ذا: اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. رجب: خبر المبتدأ مرفوع. يا: حرف تنبيه. ليت: حرف مشبه بالفعل. ويجوز أن تكون "يا" حرف نداء، والمنادى محذوف تقديره: "يا قوم". عدة: اسم "ليت" منصوب، وهو مضاف. حول: مضاف إليه مجرور. كله: توكيد معنوي لـ"حول" مجرور، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. رجب: خبر "ليت" مرفوع.
وجملة "لكنه شاقه" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "شاقه" الفعلية في محل رفع خبر "لكن". وجملة "أن قيل" المؤولة بمصدر في محل رفع فاعل لـ"شاقه" تقديره: "شاقه قول الناس: هذا رجب". وجملة "ذا رجب" الاسمية في محل رفع نائب فاعل. وجملة "يا ليت" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "ليت عدة ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استثنافية.
والشاهد فيه قوله: "حول كله" حيث أكد النكرة التي هي قوله: "حول" لما كانت النكرة محدودة؛ لأن "العام" معلوم الأول والآخر، وكان لفظ التوكيد من الألفاظ الدالة على الإحاطة، وهو قوله: "كله"، وتجويز ذلك هو مذهب الكوفيين.
1 تقدم بالرقم 799.
801- التخريج: الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص291؛ والإنصاف 2/ 455؛ وخزانة الأدب 1/ 181، 5/ 169؛ والدرر 6/ 39؛ وشرح عمدة الحافظ ص565؛ وشرح المفصل 3/ 44، 45؛ =