كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

إن زيدًا فاضل" أو "إن زيدًا إنه فاضل" وهو الأولى، ولا بد من الفصل بين الحرفين كما رأيت.
وشذ اتصالهما، كقوله "من الخفيف":
809-
إن إن الكريم يحلم ما لم ... يرين من أجاره قد ضيما
وأسهل منه قوله "من الرجز":
810-
حتى تراها وكأن وكأن ... أعناقها مشددات بقرن
__________
809- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 54؛ وشرح التصريح 2/ 130؛ والمقاصد النحوية 4/ 107؛ وهمع الهوامع 2/ 125.
شرح المفردات: الكريم: هنا الذي يأبى الضيم. بحلم: يتعقل أجار: أغاث. ضيم: ظلم.
المعنى: يقول: إن الرجل الأبي يستعمل العقل والأناة في أموره إلا إذا ظُلم من استجاره، أي لا يتخلى عن رزانته إلا إذا بُخس حق من استجار به.
الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "إن": توكيد لفظي للأولى. "الكريم": اسم "إن" منصوب "بحلم": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "ما": حرف مصدري. "لم": حرف نفي. "يرين": فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بـ"لم"، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو". "من": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "أجاره": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو"، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "قد": حرف تحقيق. "ضيما": فعل ماض للمجهول والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو".
وجملة: "إن الكريم يحلم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يحلم" في محل رفع خبر "إن". والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل "يحلم". وجملة: "لم يرين" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "أجاره" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، وجملة "ضيما" في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "إن إن" حيث أكد "إن" الأولى توكيدًا لفظيًّا بتكرير لفظها من غير أن يفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد مع أن "إن" ليست من حروف الجواب، والتوكيد على هذا الوجه شاذ.
810- التخريج: الرجز لخطام المجاشعي أو للأغلب العجلي في الدرر 6/ 50؛ وشرح التصريح 2/ 130؛ والمقاصد النحوية 4/ 100؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 342؛ وشرح التصريح 1/ 371؛ وهمع الهوامع 2/ 125.
شرح المفردات: القرن: الحبل.
المعنى: يصف الراجز سير إبل تُستحث للإسراع فرفعت أعناقها متساوية في سيرها وكأنها شدب أعناقها بحبل. =

الصفحة 348