كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

الحديث؛ فالمعنى: أردنا إهلاكها، وأراد الوضوء.
وأما نحو: {فَجَعَلَهُ غُثَاء} 1 أي جافًّا هشيمًا {أَحْوَى} 2 أي أسود، فالتقدير: فمضت مدة فجعله غثاء، أو أن الفاء نابت عن "ثم"، كما جاء عكسه وسيأتي.
"العطف بـ"ثم":
"وثم للترتيب بانفصال": أي بمهلة وتراخ، نحو: {فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} 3، وقد توضع موضع الفاء كقوله "من المتقارب":
821-
كهز الرديني تحت العجاج ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب
وأما نحو: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} 4، {ذَلِكُم
__________
1، 2 الأعلى: 5.
3 عبس: 21، 22.
821- التخريج: البيت لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص292؛ والدرر 6/ 96؛ وشرح التصريح 2/ 140؛ وشرح شواهد المغني ص358؛ والمعاني الكبير 1/ 58؛ والمقاصد النحوية 4/ 131؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص427؛ وشرح عمدة الحافظ ص612؛ ومغني اللبيب ص119؛ وهمع الهوامع 2/ 131.
شرح المفردات: الرديني: الرمح المنسوب إلى ردينة، وهي امرأة عملت مع زوجها في تقويم الرماح. العجاج: الغبار. الأنابيب: ج الأنبوية وهي ما بين عقدي القصبة.
المعنى: يصف الشاعر فرسه فيقول: إنه سريع الحركة، وعدوه كاهتزاز الرمح.
الإعراب: "كهز": جار ومجرور متعلقان ببيت سابق، وهو مضاف. "الرديني": مضاف إليه مجرور. "تحت": ظرف مكان منصوب، متعلق بـ"هز"، وهو مضاف. "العجاج": مضاف إليه مجرور. "جرى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "في الأنابيب": جار ومجرور متعلقان بـ"جرى". "ثم": حرف عطف. "اضطرب": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة "جرى في الأنابيب" في محل نصب حال من "الرديني"، وجملة "اضطرب" معطوفة على السابقة في محل نصب.
الشاهد: قوله: "ثم اضطرب" حيث جاءت "ثم" بمعنى الفاء، فأفادت الترتيب والتعقيب دون التراخي؛ لأن اضطراب الرمح يحدث عقب اهتزاز أنابيبه من غير مهلة بين الفعلين.
4 الأعراف: 189.

الصفحة 365