كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وسميت منقطعة لوقوعها بين جملتين مستقلتين.
"أم الزائدة":
تنبيه: حصر "أم" في المتصلة والمنقطعة هو مذهب الجمهور، وذهب بعضهم إلى أنها تكون زائدة. وقال في قوله تعالى: {أَفَلَا تُبْصِرُونَ، أَمْ أَنَا خَيْرٌ} 1: إن التقدير: "أفلا تبصرون أنا خير" والزيادة ظاهرة في قول ساعدة بن جؤية "من البسيط":
833-
يا ليت شعري ولا منجي من الهرم ... أم هل على العيش بعد الشيب من ندم؟
__________
= الشاهد: قوله: "أم" حيث جاءت منقطعة بعد الخبر، متجردة عن الاستفهام لأن المعنى: "بل في جهنم".
1 الزخرف: 51، 52.
833- التخريج: البيت لساعدة بن جؤية في الأزهية ص131؛ وخزانة الأدب 8/ 161، 162، 11/ 162؛ والدرر 6/ 115؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1122؛ وشرح شواهد المغني 1/ 151؛ وهمع الهوامع 2/ 134؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص319؛ ولسان العرب 12/ 36 "أمم".
اللغة: المنجى: الخلاص. الهرم: الشيخوخة.
المعنى: هل يندم المرء على حياته بعد أن يشيب ويهرم؟ لا أعتقد أحدًا يحب حياته بعدها، بالرغم أنه لا خلاص ولا مهرب منهما.
الإعراب: يا ليت: "يا" حرف تنبيه، "ليت": حرف مشبه بالفعل. شعري: اسم "ليت" منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وخبر "ليت" محذوف تقديره: حاصل. ولا: "الواو": حرف اعتراض لا محل له، "لا": نافية للجنس. منجى: اسم "لا" منصوب بفتحة مقدرة. من الهرم: جار ومجرور متعلقان بالمصدر "منجى" وخبر "لا" محذوف. أم هل: "أم": زائدة، "هل": حرف استفهام لا محل له. على العيش: جار ومجرور متعلقان بالمصدر "ندم"، بتقدير "هل من ندم موجود". بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة. الشيب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من ندم: "من": حرف جر زائد، "ندم" مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ مؤخر.
وجملة "يا ليت شعري": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ولا منجى": اعتراضية لا محل لها. وجملة "هل من ندم على العيش": سدت مسد مفعولي "شعري"، في محل نصب. والتقدير "ليت علمي ... ".
والشاهد فيه قوله: "أم هل" حيث جاءت "أم" زائدة لدخولها على حرف الاستفهام.

الصفحة 377