كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وهو كثير في الشعر، ومن النثر قراءة ابن عباس والحسن وغيرهما "تساءلون به والأرحامِ"1 وحكاية قطرب "ما فيها غيره وفرسه".
قيل: ومنه {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} 2 إذا ليس العطف على "السبيل" لأنه صلة المصدر وقد عطف عليه "كفر". ولا يعطف على المصدر حتى تكمل معمولاته.
تنبيهات:
الأول: في المسألة مذهب ثالث، وهو أنه إذا أكد الضمير جاز نحو: "مررت بك أنت وزيدٍ"، وهو مذهب الجرمي والزيادي، وحاصل كلام الفراء، فإنه أجاز "مررت به نفسه وزيدٍ"، و"مررت بهم كلهم وزيدٍ".
الثاني: أفهم كلامه جواز العطف على الضمير المتصل مطلقًا، وعلى المتصل المنصوب بلا شرط، نحو: "أنا وزيدٌ قائمان، وإياك والأسدَ"، ونحو: {جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} 3.
"حذف الفاء والواو مع المعطوف":
561-
والفاء قد تحذف مع ما عطفت ... والواو، إذ لا لبس، وهي انفردت
"والفاء قد تُحذف مع ما عطفت ... والواو إذ لا لبس"
__________
= "والكعب": "الواو": عاطفة، "الكعب": اسم معطوف على الضمير "ها" مجرور بالكسرة. "غوط: خبر مرفوع بالضمة. "نفانف": صفة لـ"غوط" مرفوع بالضمة.
وجملة "تعلق ... سيوفنا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما بينها غوط": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة الصلة المحذوفة: "استقر" صلة الموصول لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "فما بينها والكعب" عطف "الكعب" بالواو على الضمير المتصل المخفوض بإضافة الظرف -وهو قوله: بين- إليه، من غير أن يعيد العامل في المعطوف عليه مع المعطوف.
1 النساء: 1.
2 البقرة: 217.
3 المرسلات: 38.

الصفحة 396