كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
وهو قيد فيهما، أي تختص الفاء والواو بجواز حذفهما مع معطوفهما لدليل، مثاله في الفاء: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ} 1 أي: فضرب فانفجرت، وهذا الفعل معطوف على {فَقُلْنَا} .
ومثاله في الواو قوله "من الطويل":
851-
فما كان بين الخير لو جاء سالمًا ... أبو حجر إلا ليال قلائل
أي: بين الخبر وبيني، وقولهم: "راكب الناقة طليحان" أي والناقة، ومنه {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} 2 أي: والبرد.
تنبيهان:
الأول: "أم" تشاركهما في ذلك كما ذكره في التسهيل.
ومنه قوله "من الطويل":
852-
"دعاني القلب إليها إني لأمره" ... سميع فما أدري أرشد طلابها
__________
1 الأعراف: 160.
851- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص120؛ وشرح التصريح 2/ 153؛ وشرح عمدة الحافظ ص648؛ والمقاصد النحوية 4/ 167.
شرح المفردات: أبو حجر: كنية النعمان بن الحارث.
المعنى: يتحسر الشاعر ويتمنى لو يكون النعمان قد عاد سالمًا ليعم الخير بعودته.
الإعراب: "فما": الفاء بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "كان": فعل ماض ناقص. "بين" ظرف زمان منصوب، متعلق بمحذوف خبر "كان"، وهو مضاف. "الخبر": مضاف إليه. "لو": حرف تمن. "جاء": فعل ماض. "سالمًا": حال منصوب. "أبو": فاعل "جاء" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "حجر": مضاف إليه. "إلا": أداة حصر. "ليال": اسم "كان": مرفوع. "قلائل": نعت "ليال" مرفوع.
وجملة: "ما كان ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "لو جاء سالمًا" اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "بين الخير" حيث حذف الواو مع معطوفها بتقدير: "بين الخير وبيني" بدليل أن "بين" لا تضاف إلا إلى متعدد.
2 النحل: 81.
852- التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في تلخيص الشواهد ص140؛ وخزانة الأدب =
الصفحة 397
415