كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
وأما حذفه مع "أو" في قوله "من الطويل":
854-
فهل لك أو من والد لك قبلنا ... "يوشج أولاد العشار ويفضل"
أي: فهل لك من أخ أو من والد، فنادر.
تنبيهان:
الأول: قال في التسهيل: ويغني عن المعطوف عليه المعطوف بالواو كثيرًا وبالفاء قليلًا.
الثاني: قال فيه أيضًا: وقد يتقدم المعطوف بالواو للضرورة، وقال في الكافية:
ومتبع بالواو قد يقدم ... موسطًا إن يلتزم ما يلزم
وظاهره جوازه في الاختيار على قلة، قال في شرحها قد يقع أي المعطوف قبل المعطوف عليه إن لم يخرجه التقديم إلى التصدير أو إلى مباشرة عامل عليه لا يتصرف، أو
__________
854- التخريج: البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي في الدرر 6/ 156؛ وشرح أشعار الهذليين 2/ 537؛ وشرح عمدة الحافظ ص670؛ والمقاصد النحوية 4/ 182؛ وللهذلي في همع الهوامع 2/ 140.
اللغة: وشج: أحكم. العشار: من الإبل التي أتى عليها عشرة أشهر.
المعنى: يمنن الشاعر مخاطبه بأنه رعاء وحافظ عليه مشبهًا إياه بأولاد العشار التي لا تستطيع أن تحافظ على نفسها.
الإعراب: فهل: "الفاء": بحسب ما قبلها، "هل": حرف استفهام. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره: "أخ". أو: حرف عطف من: حرف جر زائد. والد: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه معطوف على "أخ" المحذوفة في محل رفع مبتدأ. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"والد" قبلنا: ظرف متعلق بمحذوف نعت "والد"، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. يوشج: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". أولاد: مفعول به منصوب، وهو مضاف. العشار: مضاف إليه مجرور. ويفضل: "الواو" حرف عطف، "يفضل": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة "يوشج": في محل نعت "والد". وجملة "يفضل": معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "فهل لك أو من والد" حيث حذف فيه المعطوف عليه، وتقدير الكلام: "فهل لك من أخ أو من والد"، و"من" في الموضعين حرف زائد، وهذا نادر، وقد كثر ذلك مع الواو، كقولك: "بلى وزيدًا" لمن قال: "ألم تضرب عمرًا".
الصفحة 400
415