كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
تقدم عليه. ولذا قلت:
موسطًا إن يلتزم ما يلزم
فلا يجوز "وعمرو زيد قائمان" لتصدر المعطوف وفوات توسطه، ولا "ما أحسن وعمرًا زيدًا" ولا "ما وعمرًا أحسن زيدًا" لعدم تصرف العامل.
ومثال التقديم الجائز قول ذي الزمة "من الطويل":
855-
كأنا على أولاد أحقب لاحها ... ورميُ السفا أنفاسها بسهام
جنوبٌ دوت عنها التناهي وأنزلت ... بها يوم رباب السفير صيام
__________
855- التخريج: البيتان لذي الرمة في ديوانه ص1071، 1072؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 483؛ والكتاب 2/ 99، 100؛ ولسان العرب 12/ 310 "سهم" "البيت الأول"؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص862 "البيت الأول".
اللغة: الأحقب: حمار الوحش. لاحها: أضمرها. السفا: الشوك الصلب. الجنوب: الريح الجنوبية. التناهي: المكان الذي ينتهي إليه الماء ويجف صيفًا. دوت: علته الريح. يوم رباب السفير: يوم شديد الحر.
المعنى: يصف الشاعر رحلته المضنية على مطية ضامرة سريعة، تشبه الحمر الوحشية التي أضمرتها ريح الجنوب القاسية التي جففت المياه في التناهي، وأدمت أنوافها الأشواك الصلبة كالسهام.
الإعراب: كأنا: حرف مشبه بالفعل، و"نا": ضمير متصل في محل نصب اسم "كأن". على أولاد: جار ومجرور متعلقان بخبر "كأن" وهو مضاف. أحقب: مضاف إليه مجرور بالكسرة عوضًا عن الفتحة لأنه ممنوع من الصرف. لاحها: فعل ماض، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. ورمي: "الواو": حرف عطف، و"رمي": اسم معطوف مرفوع، وهو مضاف. السفا: مضاف إليه مجرور. أنفاسها: مفعول به، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. بسهام: جار ومجرور متعلقان بـ"رمي". جنوب: فاعل "لاحها" مرفوع. دوت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عنها: جار ومجرور متعلقان بـ"دوت". التناهي: فاعل مرفوع وأنزلت: "الواو" حرف عطف، "أنزلت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي. بها: جار ومجرور متعلقان بـ"أنزل". يوم: ظرف زمان متعلق بـ"أنزل"، وهو مضاف. رباب: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. السفير: مضاف إليه. صيام: نعت "أولاد" مجرور بالكسرة.
وجملة "كأن" ومعموليها ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لاحها": في محل جر نعت "أولاد". وجملة "دونت": في محل رفع نعت "جنوب". وجملة: "وأنزلت": معطوفة في محل رفع.
الشاهد: قوله: "لاحها ورمي السفا أنفاسها بسهام جنوب" حيث قدم المعطوف "ورمي" على المعطوف عليه "جنوب" للضرورة الشعرية.
الصفحة 401
415