كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وقول الآخر "من الطويل":
856-
وأنت غريم لا أظن قضاءه ... ولا العنزي القارظ الدهر جائيا
"عطف الفعل على الفعل":
"وعطفك الفعل على الفعل يصيح"
بشرط اتحاد زمانيهما سواء اتحد نوعهما، نحو: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَه} 1، {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} 2 أم اختلفا، نحو قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} 3، {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي} 4 الآية.
__________
856- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص307 وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 347.
اللغة: الغريم: المغرم. قضاء الدين: تأديته. القارظ العنزي: يضرب مثلًا للمفقود الذي لا رجاء منه.
المعنى: يقول الشاعر مخاطبًا محبوبته: إن لي عليك دينًا لا أظنك تقضينه، ولا أمل لي فيه حتى يعود القارظ العنزي، أي هي عودة ميئوس منها.
الإعراب: وأنت: "الواو": حالية من قوله في البيت السابق "تطيلين ليني"، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. غريم: خبر المبتدأ مرفوع. لا: حرف نفي. أظن: فعل مضارع. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". قضاءه: مفعول به أول منصوب، وهو مضاف. و"الهاء":ضمير في محل جر بالإضافة. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": حرف زائد لتأكيد النفي. العنزي: معطوف على مفعول أظن الأول منصوب. القارظ: نعت "العنزي" منصوب. الدهر: ظرف زمان متعلق بـ"جائيًا". جائيًا: مفعول به ثان منصوب.
وجملة "وأنت الغريم": في محل نصب حال. وجملة "لا أظن قضاءه": في محل رفع نعت "غريم". وجملة "لا العنزي القارظ": معطوف على مفعول "أظن".
الشاهد: جواز تقديم المعطوف على المعطوف عليه والتقدير: "لا أظن قضاءه جائيًا ولا العنزي ما بقي الدهر" وهذا للضرورة.
الشاهد فيه قوله: "لا أظن قضاءه ولا العنزي القارظ الدهر جائيًا" حيث قدم المعطوف وهو "العنزي" على المعطوف عليه، وتقدير الكلام: لا أظن قضاءه جانبًا هو ولا العنزي ما بقيت أو ما بقي الدهر.
1 الفرقان: 49.
2 محمد: 36.
3 هود: 98.
4 الفرقان: 10.

الصفحة 402